تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العودة إلى الجذور

الوحدة بين سورية ومصر
21/2/2008
اسماعيل الجرادات

في هذه الذكرى تقف الأقلام حائرة,وتتعطل لغة الكلام عن النطق,لأن أعداء الوحدة كثر رغم أنهاهي المصير والهدف لكل أبناء الأمة.

الوحدة التي قامت بين سورية ومصر عام 1958 وتآمر عليها أعداؤها كانت وما زالت الهدف الرئيس لكل حرٍّ شريف.‏‏

اليوم نعود بالذاكرة خمسون عاماً حيث كنا أطفالاً صغاراً يوم تم إعلان تلك الوحدة.يومها ورغم صغر سننا عرفنا لماذا كان الآباء والأجداد يقاتلون المستعمر المحتل لأرضنا..عرفنا أن في الوحدة قوة لايستطيع هذا المستعمر مواجهتنا..‏‏

وفيها تحقيق لذاتنا وكرامتنا التي يحاول الكثير من أعداء الأمة هدرها وإلغاءها.‏‏

قبل خمسين عاماً تعانقت الأيادي لأن الأمل يحقق هذه الآمال والانتصارات التي كنا نراها ونحسُّ بها في صميم نفوسنا وقلوبنا لأن الوحدة هي القوة التي انبعثت من حناجر ومشاعر كل عربي انذاك..‏‏

رأينا فيها الأمل الكبير في المستقبل العظيم الذي تمنيناه جميعاً لهذه الأمة التي تجمع الشباب العربي والقوة العربية والأمل العربي وآمال القومية العربية التي أحسسنا بها جميعاً في سورية ومصر..‏‏

لقد قلنا لبعضنا رغم صغر سننا أن الوحدة هي وحدة القلوب والمشاعر والنفوس هي الطريق الى الحرية وإلى القوة وإلى تثبيت دعائم القومية العربية التي لم يعد هناك من يفكر بها..‏‏

ولانخفي سراً إذا ما قلنا أن سورية ومصر كانتا دائماً على اتحاد في كل شيء.. في الأهداف..وفي السياسة..هذه العوامل جميعاً توجد بين البلدين الشقيقين..‏‏

والوحدة بينهما كانت قائمة منذ زمن بعيد.. منذ وحّد بينهما الكفاح في سبيل الحرية والاستقلال وفي سبيل التطور الاجتماعي والكفاح في سبيل الحياة الحرة السعيدة هذا الكفاح الذي نشعر به في كل بلد وفي كل وطن من أوطاننا العربية إنما يعبر عن الوحدة العربية التي كافح العرب في كل مكان من أجلها..‏‏

فمرحلة الوحدة التي صيغت في عام 1958 تشكل تاريخاً جديداً تم من خلاله التفرد بالقرار الوطني الحر يومها, أي في الثاني والعشرين من شهر شباط من العام المذكور أعلاه شعرنا بأن الموقف أصبح بأيدينا وأننا أصحاب الموقف بعد أن تحررنا ثم اتحدنا ثم وضعت القومية العربية موضع التنفيذ شعرنا يومها بأن الوقت والعهد حدث كبير وخطير.. فنحن في عصر الوحدة التي حلم بها الآباء والأجداد مئات السنين وكافحوا من أجل الوصول إلى تحقيقها ...‏‏

شعرنا يومها رغم صغر سننا بقدرتنا على العمل والدراسة..وبحريتنا في العمل والدراسة بعد أن كان الاستعمار في الماضي يسيطر علينا ويقسمنا ضمن مناطق نفوذ..ان الذكرى الخمسين لقيام الوحدة بين سورية ومصر تضعنا اليوم أمام تحديات كبيرة ونحن نرى الفرقة في الصف العربي,مثلما نرى أيضاً اللاهثين وراء من يتآمر على مصيرنا ووجودنا.. ان هذه المناسبة تفرض علينا جميعاً نحن العرب أن نكون صفاً واحداً,لأن ما يجمعنا كبير..كبير..اللغة ..التاريخ ..الجغرافية..الشعور..الدين..إلخ ولنأخذ من غيرنا العبر هم يجتمعون ولايوجد بينهم أية علاقة تربط دولة بدولة..‏‏

علينا أن نعيد الحسابات ونضع مصالحنا الوطنية والقومية فوق أي اعتبار..‏‏

علينا جميعاً كعرب وفي هذه المناسبة الغالية على قلوب كل الشرفاء من المحيط إلى الخليج أن يضعوا مصالح أمتهم أولاً وقبل كل شيء,وصدقوا أنه عندما نكون موحدين نشكل قوة تخشانا تلك التي تدّعي أنها القطب الأوحد في هذا العالم.. هذا القطب يستغل فرقتنا وسيستفيد منها لصالح أعداء الأمةهؤلاء الأعداء وعلى رأسهم إسرائيل ومعها أمريكا هم من زرعوا بذور الشقاق بين العرب, لأنهم يعرفون جيداً أن العرب عندما يتوحدون يشكلون قوة لا يقف أمامها كل أساطيلهم ودباباتهم وأسلحتهم الفتاكة, فهم كما قلنا يبثون الأحقاد بين الأشقاء, ولنأخذ من عملية التآمر التي تمت على وحدة سورية ومصر التي أفضت إلى الانفصال الأسود عام .1961‏‏

لنعود إلى أخلاقنا.. إلى تاريخنا.. إلى جذورنا المتأصلة في الأرض.. إلى قوميتنا التي تنادينا صباح مساء.. إلى عزتنا وكرامتنا ونحقق ما يصبو إليه أبناء شعبنا ونحقق الأمنية التي طالما ينتظرها كل عربي..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية