تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محكومون بالأمل

الوحدة بين سورية ومصر
21/2/2008
مصطفى المقداد

لم تكن الوحدة بين سورية ومصر مجرد تجربة في النضال الشعبي الدؤوب لإعادة توحيد الأمة العربية, وإقامة سياج سياسي

جامع لكل ما تباعد من أقطارها, والتقاء اتجاهات الجامعة في كيان مجتمي يمثل أبناء أمة يجمع بينها عوامل تشكيل منطقية توحدها في ثقافة إنسانية موحدة, قادرة على التفاعل والتأثير والتأثر في الحضارة الإنسانية.‏‏‏

‏‏

والوحدة تجربة جديرة بالتوقف عندها مطولا ونحن نطرح سؤالا يعد إشكاليا في فترة تتزايد فيها محاولات كبح أي توجه وحدوي كيفما ظهر. فما الذي بقي من هذه التجربة?‏‏‏

وهل ثمة أمل يرتجى في استعادة تطبيقها? وهل ما زالت فكرة الوحدة العربية حلما يداعب أذهان المواطنين العرب, ويلامس طموحاتهم في إقامة وطن يمتد ما بين الخليج العربي والمحيط الأطلسي, يتمكن مواطنوه من الانتقال ما بين أرجائه عملا,واستقرارا دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول والتوقف على حدود تمثلها على الورق خطوط رسمت ذات يوم مظلم بأقلام رصاص استعمارية, ثم ما لبثت أن ارتفعت جدران من المنع والحجب والتفريق.‏‏‏

لا شك أن منعكسات فشل تجربة الوحدة السورية المصرية ألقت بظلالها على جميع محاولات التوحيد التي سعى إليها العرب خلال السنوات الخمسين الماضية, وتمت محاولات لقلب مفاهيم الوحدة وترسيخ الثقافة القطرية التي تعززت بشكل عفوي نتيجة لأشكال النظم السياسية التي قطعت أوصال الجسد العربي الواحد,ذلك الجسد الذي صمد عشرات السنين شعبيا, مزيلا تأثيرات الحدود السياسية مثل إقامة حواجز مادية تمنع انتقال الأخوة حيث يشاؤون.‏‏‏

ولكن ماذا عسانا فاعلون أمام التحديات?‏‏‏

يدرك أعداء الأمة العربية أن وحدتها تمثل العامل الأوحد القادر على تحقيق النصر دوما, ويدركون أن الرابطة القومية هي الرابطة الجامعة لجميع الأفراد الذين يتواجدون فوق هذه البقعة الخيرة, وينتمون لثقافة واحدة, خرجت تفاصيلها الصغيرة من تربة هذه المنطقة, وامتزجت بهوائها ومياهها, مكونة تركيبا منسجما متوافقا لا تفرقه في الجوهر أي قوى مهما أوتيت من تأثير.‏‏‏

وينصب اهتمام أعداء الوحدة على التشكيل في جدواها ويسعون لترسيخ الفرقة تفاديا-وأعتقد هنا تأخيرا فقط-للحتمية التاريخية التي ستعيد المجد لأمة تمتلك مقومات موضوعية لاستعادة دورها الحضاري التاريخي المسبي وأوقن أن الأمل بالوحدة سيبقى مشتعلا, ولن يكون موعد الولادة الجديدة بعيدا.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية