تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سلاح ضروري الآن

الوحدة بين سورية ومصر
21/2/2008
بقلم عبد القادر ياسين

وصل المد القومي العربي أوجهه بفعل تأميم الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس 26/7/1956 ثم تنظيم إنجلترا وفرنسا وإسرائيل عدوانها الثلاثي على مصر وقطاع غزة,

خريف العام نفسه, واندحار ذلك العدوان بفضل صمود الشعب العربي في مصر وقيادته, وتضامن الأمة العربية مع مصر قائدها, فضلاً عن التأثير الكبير للإنذار السوفيتي الشهير بضرب عواصم العدوان إذا لم توقف دول العدوان النار وتسحب قواتها.‏‏

هنا تدشنت مرحلة هامة من مراحل النهوض العربي القومي الاستثنائي توجت بالوحدة, خاصة بعد أن توالت التهديدات الاستعمارية ضد سوريا.‏‏

نأتي الى الوحدة في الممارسة, وقد لعب غياب الديمقراطية عن هذه الوحدة الدور الرئيسي في العصف بهذه الوحدة العزيزة.‏‏

صحيح أن البعض يعيد ضرب الوحدة الى الاستعمار والصهيونية ومؤامراتهما المتوالىة على الدولة الوليدة للوحدة, لكن هذا السبب الحقيقي ما كان له أن يفعل فعله في جسد الوحدة لولا ضعف مناعتها, بغياب الديمقراطية.‏‏

الى ذلك لا يمكننا إغفال دور القوي الرجعية المحلية والإقليمية, بعد أن أفضي غياب الديمقراطية الى تصدر القوي الرجعية المواقع المفصلية السياسية والعسكرية على حد سواء,‏‏

منه هنا فلعل الدرس الأهم في تجربة الوحدة المصرية السورية 1958 1961 أن الديمقراطية شرط لا غني عنه لهذه الوحدة وإلا انفتح الباب لنجاح مؤامرات الأعداء الداخليين والخارجيين, على حد سواء.‏‏

أما الوحدة العربية في حد ذاتها فهي سلاح ضروري في مواجهة أعداء الأمة الساعين الى إدامة تجزئة الأمة العربية, وتخلفها, ومن هنا الطابع الكفاحي للوحدة العربية, وهي مغايرة تماماً للوحدات الأوروبية في القرن التاسع عشر, التي قامت في سبيل دعم استعمار الدول الاخرى, وليس في مواجهة الاستعمار, وهذا فارق هام, لا يزال يغفله بعض المفكرين القوميين, حتى إنهم يساوون بين الوحدتين الألمانية والإيطالىة وبين الوحدة العربية.‏‏

* كاتب ومؤرخ فلسطيني‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية