تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التجربة الرائدة

الوحدة بين سورية ومصر
21/2/2008
بقلم : أسامة معروف سعد

في 22 شباط(فبراير) عام ,1958 تحقق أول انتصار وحدوي حقيقي لحركة القومية العربية, بعد نضال طويل, وقامت وحدة القطرين,

مصر وسوريا في اطار (الجمهورية العربية المتحدة) قامت دولة للأمة لكل الأمة العربية وقضايا الأمة, ولتكون قاعدة انطلاق, والجسر الذي تعبر عليه شعوب الأمة العربية نحو الوحدة العربية الشاملة ولنهوضها وتقدمها وازدهارها, ونحن وآخرون كثيرون في وطننا العربي, كنا ومازلنا نسميها, وكما سماها عبد الناصر من قبلنا, بالتجربة الرائدة, وهي كما قال عبد الناصر في آخر عيد أقيم لذكرى تلك الوحدة في حياته عام 1967" تبقى أمام النضال العربي ذخيرة ثمينة تعلم وتكشف حتى عن طريق أخطائها).‏‏

إنها الرائدة, ليس من حيث الشكل الذي أقامت عليه نظام الحكم والبنيان السياسي لدولة الوحدة, فهي اثبتت أن وحدة الأمة حقيقة, وإن إقامة دولة للوحدة ممكنة, إذا ما دفعت إليها الإرادة الحرة للشعوب, وتجاوب معها تصميم القادة وأصحاب القرار, هذه الوحدة أثبتت قدرة الشعوب العربية على تجسيد إرادتها واقعاً ملموساً في الحياة السياسية ودليلاً على حقيقة وحدة العرب وجوداً ومصيراً, وأن الوحدة العربية هي بحاجة الى وحدويين عرب ملتزمين بالنضال من أجلها لتصبح محرك الوجود العربي عبر فكر قومي منفتح واستراتيجية عربية متكاملة.‏‏

فالوحدة ليست هدفاً وحلماً فقط, بل هي حاجة ضرورية و اساسية لنهضة أمتنا العربية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والأمنية والعسكرية, خاصة إننا نعيش في عصر العولمة والتجمعات السياسية والاقتصادية الكبرى فلا يمكن أن يكون لأمة العرب وزن في هذا العالم إن لم تكن موحدة.‏‏

ويجب ان لا يغيب عن بالنا أبداً أن أعداء الوحدة كثر, وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية والكيان الغاصب إسرائيل بالإضافة الى القوى الرجعية العربية والفئات المرتزقة المرتبطة بها التي كان لها الدور الرئيس في هدم تجربة الوحدة مستغلة الأخطاء التي وقعت فيها دولة الوحدة والتي تتطلب منا دراستها جيداً بموضوعية للاستفادة من دروس هذه التجربة لنأخذ منها العبر ولترسم خططاً وحدودية استراتيجية حديثة مبنية على أسس علمية لا عاطفية لمستقبل أمتنا العربية المجيدة.‏‏

وهنا يطرح السؤال التالي: هل الوحدة العربية ممكنة في ظل واقعنا العربي الراهن?‏‏

ولكي تصبح وحدتنا العربية أمراًواقعاًفهذاالأمر ليس بالمستحيل أبداً في حال توافرت لدينا الإرادة والعزيمة لمواجهة مشاريع الهيمنة الاميركية الإسرائيلية وذلك عن طريق زرع ثقافة المقاومة والممانعة في نفوسنا قولاً وعملاً, ومن خلال العمل على حماية الوحدة الوطنية لكل قطر من أقطار أمتنا العربية, وعبر تثبيت الديمقراطية الحقيقية في مجتمعاتنا وتطبيق العدالة الاجتماعية, كما عبر تفعيل آليات التنسيق والتعاون بين الأقطار العربية على المستويات الشعبية أولاً ثم الرسمية ثانياً( لأن الوحدة هي بيد الشعوب لا بيد الحكام), كما علينا النضال لتجميع طاقات هذه الأمة الهائلة وقواها الحية ومواجهة سياسة إثارة الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية والعرقية التي تخدم المشروع الأميركي الصهيوني ولتكون لدينا القدرة على التمييز بين العدو والصديق.‏‏

ويبقى الخيار الوحيد لهذه الأمة من أجل نهضتها ووحدتها هو خيار المقاومة ليس لمواجهة الاحتلال فحسب بل هو خيار أمة تريد أن تستعيد إرادتها ومجدها وعزتها ولكي يكون لها مكانة في هذا العالم.‏‏

وهنا نستذكر قول القائد المعلم جمال عبد الناصر:( لقد آن لكل عربي أن يدخل في كل حساب أو يسقط من أي حساب.. وإني لأثق في حتمية الوحدة العربية ثقتي ببزوع الفجر مهما طال الليل )‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية