|
|
أسعد فضة الطالب يتذكر.. أيام الوحدة مفعمة بالحماسة والأمل الوحدة بين سورية ومصر عايش أيام الوحدة ومناخات الأمل والتفاؤل, ولم يخف مشاعر الإحباط والألم عندما كان يستحضر وقائع الانفصال. أسعد فضة باسمه الكبير وبنتاجه الثر أرخ المرحلة.. استذكر دار الأوبرا وزملاء الدراسة ومعلميه, منزله في الزمالك ومكتبته الشعبية المحببة على سور الأزبكية .. شارع بهجت علي في القاهرة كان حاضراً وكذلك أحمد رضوان وغازي الخالدي وخالد المز ومحمود الحديني ونور الشريف وصلاح أبو سيف ومحمود مرسي ومحمد مندور, وأحمد أنيس وسعد الدين وهبي وآخرون. عندما أوفدنا إلى مصر للدراسة سنة 1958 كان أبرز مايميز القاهرة غنى الحياة الفنية والاجتماعية والثقافية والسياسية وكانت سعادتنا كبيرة بدخول هذه الحياة ,والمشاركة فيها, وإذا كان الفن والنشاطات الفكرية والثقافية محور نقاشاتنا في الجامعة وفي بيتنا المستأجر في شارع بهجت علي - الزمالك - قرب بيت السيدة أم كلثوم فإن الهم السياسي كان على الدوام الحاضر بغير قصد في كل هذه النقاشات والحوارات التي تميزت على الدوام بطغيان الروح الوطنية والقومية ونوازع الوحدة العربية. أجواء القاهرة آنذاك كانت مفعمة بالحماسة والأمل تماماً كما كانت أجواء حلب ودمشق واللاذقية و.. ومناخات تلك الأيام كانت تسمح للقاهرة باحتضان العرب فكان شعور جميع الطلبة العرب أنها بلدهم الثاني. الوحدة الناجزة آنذاك كانت حدثاً.. إنجازاً.. لكنها كانت ترجمة لمشاعر شعبية عميقة ومهمة تؤكد إيمان الشعبين في سورية ومصر بالوحدة. ويحضرني هنا القول إن سورية استقبلت أكبر وفد مصري في ذروة الخلاف بين البلدين للمشاركة في مهرجان دمشق المسرحي في الثمانينات حيث تم آنذاك تأسيس اتحاد الفنانين العرب الذي تم إشهاره والتصديق عليه بعد فترة قصيرة. نوازع الوحدة ستبقى الأقوى لدى شعبي سورية ومصر وقوة العلاقة الروحية والوطنية بين البلدين الشقيقين ستبقى مابقيت الأيام مهما حصل من محاولات تعكير صفو هذه العلاقة التاريخية.. فتحية إلى شعب مصر وسورية في ذكرى ذهبية الوحدة.
|
||||||||||||||||||||||||||||||
