تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نص كلمتي الرئيسين عبد الناصر والقوتلي أمام مجلسي النواب والأمة بتاريخ 5 شباط ...1958 كلمة الرئيس جمال عبد الناصر

الوحدة بين سورية ومصر
21/2/2008
ألقى الرئيس جمال عبدالناصر أمام مجلس الأمة المصري في الساعة الخامسة من مساء يوم الخميس الواقع في 6 شباط 1958م

بيانه التاريخي الذي قدم به اعلان الجمهورية العربية المتحدة ومواد الدستور المقررة لفترة الانتقال, وقد استهل خطابه بتقرير حقيقة تاريخية هي أن المنطقة العربية ماانفكت منذ أربعة آلاف عام تكرر محاولات الوحدة في سبيل القوة والتقدم والكرامة.‏‏‏

‏‏

وأكد أن مصر لم تبتعد عن العروبة, وحين حصلت على استقلالها تلاقت مع سورية التي حصلت على استقلالها وتركت فيهما كارثة فلسطين آثاراً متماثلة من اليقظة, ثم تلاقتا في المعركة ضد الأحلاف وخاضت سورية مع مصر معركة قناة السويس بنفس العنف والقوة كما حاربت مع مصر في معركة التهديدات الموجهة الى سورية ثم قال:‏‏‏

أيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة ولقد كان البشير بالفجر هو ذلك القرار الذي اتخذه مجلس النواب السوري واتخذه مجلسكم بالعمل فوراً لتحقيق الوحدة بين مصر وسورية .‏‏‏

كان قراركم هذا تعبيراً عن واقع هائل لايمكن تجاهله وصدى مستجيباً لنداء قدسي لانستطيع أن نغلق آذاننا دونه, ولم يكن هذا الواقع موجوداً في دمشق والقاهرة وحدهما, كذلك لم يكن ذلك النداء القدسي في هذا النطاق وحده لا يتجاوزه وانما كان الواقع موجوداً في كل أرجاء الوطن العربي وكان النداء هو هدير التيار المتلاطم بالموج.... ذلك التيار الذي شقت القومية العربية كلها مجراه وحددت له خط سيره وهكذا بدأت في القاهرة محادثات نهائية لرسم الشكل الخارجي للحقيقة الواقعة, ولقد كانت هذه المحادثات في القاهرة تجربة جديدة في التاريخ لأنها لم تكن اجتماعاً يتم بناء على رغبة ساسة أو حكام وانما كانت اجتماعات تمت بناء على ضغط والحاح وارادة غير مصممة صادرة من قلوب الشعوب.... وقد كان خيراً على كل حال اننا تركنا الأمور تصل الى هذا المدى فقد كان ينبغي للشعوب أن تأخذ فرصتها كاملة حتى تثق بنفسها وتزداد ايماناً مع الأيام وحتى تؤكد لها الحوادث والتطورات أن الطريق الوحيدة هي طريق القوة طريق الحياة.‏‏‏

أيها المواطنون, أعضاء مجلس الأمة كان معنى محادثاتنا في القاهرة ووصول رائد الوحدة وبطلها ورافع علمها المجاهد شكري القوتلي الى مصر مع وفد من رفاقه في الجهاد, وكان معناه أن الأوان قد آن وان الساعة التي تطلع اليها أجدادنا وعمل من أجلها آباؤنا قد دقت أجراسها وأنه قد كتب لجيلنا بعد ليل طويل أن يشهد مطلع صبحها ....كان معناه أن الذي نصبت المشانق لتحول دونه قد أصبحت له وحده قوة القانون وقدرته.. كان معناه ان الذي فصلت الفرقة بينه قد عاد الى طبيعته التي أودعها اللّه فيه كلاً متجانساً متحداً .... كان معناه أن السلاسل تكسرت وان السدود انهارت وان الحواجز سقطت وان الشظايا المتناثرة والأجزاء المتفرقة توشك ان تعود الى بعضها الى كلها .... كان معناه أن سورية ومصر قد قررتا تحمل المسؤولية التاريخية التي تهيأتا لها بوصفهما بلدين عربيين خلص زمام الأمر فيهما لأبنائهما وتحققت لهما في أرضهما سيادة حقيقية واستقلالاً كاملاً ....كان هذا معنى محادثات القاهرة.‏‏‏

أيها المواطنون, أعضاء مجلس الأمة ولقد انتهت محادثاتنا الى اعلان الوحدة رسمياً وتوقيع هذا الاعلان في يوم السبت الاول من شباط 1958م وقد أودع هذا الاعلان التاريخي في مكتب مجلسكم وكانت النتيجة الكبرى هي توحيد مصر وسورية في دولة واحدة, اسمها الجمهورية العربيةالمتحدة يكون نظام الحكم فيها ديمقراطياً رئاسياً يتولى فيه السلطة التنفيذية رئيس الدولة يعاونه وزراء يعينهم ويكونون مسؤولين أمامه .كمايتولى السلطة التشريعية مجلس تشريعي واحد ويكون لها علم واحد يظل شعباً واحداً وجيشاً واحداً في وحدة يتساوى فيها أبناؤها في الحقوق والواجبات .‏‏‏

ثم كان اتفاقنا بعد ذلك على المبادئ التالية لتقوم عليها الجمهورية في فترة الانتقال .‏‏‏

المبادئ الدستورية المقررة لفترة الانتقال :‏‏‏

1- الدولة العربية المتحدة جمهورية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة وشعبها جزء من الامة العربية.‏‏‏

2- الحريات مكفولة في حدود القانون.‏‏‏

3- الانتخاب العام للمواطنين على النحو المبين بالقانون....ومساهمتهم في الحياة العامة واجب وطني عليهم.‏‏‏

4- يتولى السلطة التشريعية مجلس يسمى مجلس أمة يحدد أعضاؤه ويتم اختيارهم بقرار من رئيس الجمهورية ويشترط أن يكون نصف الأعضاء اختيارهم بقرار من رئيس الجمهورية ويشترط أن يكون نصف الأعضاء على الأقل من أعضاء مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري .‏‏‏

5- يتولى رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية.‏‏‏

6- الملكية الخاصة مصونة, وينظم القانون أداء وظيفتها الاجتماعية ولا تنزع الملكية الا للمنفعة العامة ومقابل تعويض عادل وفقاً للقانون.‏‏‏

7- انشاء الضرائب العامة أوتعديلها أو إلغاؤها, لايكون الابقانون ولا يعفى أحد من أدائها في غير الأحوال المبينة في القانون.‏‏‏

8- القضاة مستقلون لاسلطان لأحد عليهم في قضائهم لغير القانون.‏‏‏

9- كل ماقررته التشريعات المعمول بها في سورية وفي مصر تبقى سارية المفعول في النطاق الاقليمي المقرر لها عند اصدارها ويجوز الغاء هذه التشريعات أوتعديلها.‏‏‏

10- تتكون الجمهورية المتحدة من اقليمين هماسورية ومصر.‏‏‏

11- يشكل في كل اقليم مجلس تنفيذي يرأسه رئيس يعين بقرار من رئيس الجمهورية ويعاونه وزراء يعينهم رئيس الجمهورية, بناء على اقتراح رئيس المجلس التنفيذي .‏‏‏

12- تحدد اختصاصات المجلس التنفيذي بقرار من رئيس الجمهورية .‏‏‏

13- تبقى أحكام المعاهدات والاتفاقيات الدولية المبرمة بين كل من سورية ومصر وبين الدول الاخرى, وتظل المعاهدات والاتفاقيات ساريةالمفعول في النطاق الاقليمي المقرر لها عند ابرامها ووفقاً لقواعد القانون الدولي .‏‏‏

14- تبقى المصالح العامة والنظم الادارية القائمة معمولاً بها في كل من سورية ومصر, الى أن يعاد تنظيمها وتوحيدها بقرارات من رئيس الجمهورية.‏‏‏

15- يكون المواطنون اتحاداً قومياً للعمل على تحقيق الاهداف القومية وحث الجهود لبناء الامة بناء سليماً من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وتبين طريقة تكوين هذا الاتحاد بقرار من رئيس الجمهورية.‏‏‏

16- تتخذ الاجراء ات لوضع الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة.‏‏‏

17- يجرى الاستفتاء على الوحدة وعلى رئيس الجمهورية المتحدة في يوم الجمعة 21 شباط الحالي.‏‏‏

وأضاف سيادته قائلاً:‏‏‏

ياأيها المواطنون أعضاء مجلس الأمة هنا لابد لي من وقفة أتحدث فيها عن دستور 16 كانون الثاني الذي كان مجلسكم أعظم نتائجه أن هذا الدستور خالد ولم يكن معقولاً ان الثورة التي وضعته و أعلنت قيامه منبثقاً من صميم ارادة الشعب وخلاصة تجاربه ترضى لهذا الدستور أن يسقط أو يضيع ولكن الدستور كماقلت لحضراتكم يوم كان لي شرف الحديث اليكم هنا في يوم 16 كانون الثاني الماضي ليس مجرد النصوص الجامدة وانما هوالحركة الدائمة اليقظة في اتجاه المستقبل الذي نسعى اليه وهو الاطار الذي ينظم هذه الحركة ويجمع صفوفها وقد وقعت حركة هائلة جمعت شعبين من أمة واحدة في جمهورية متحدة وكان لابد أن يتسع الاطار لكي يضم النطاق الجديد لذلك كان لابد لدستور 16 كانون الثاني أن يدخل في تجربة حياة أفسح وأرحب وكذلك كان لابد لمجلسكم الذي كان أعظم نتائج دستور 16 كانون الثاني أن يدخل نفس التجربة.‏‏‏

أيها المواطنون, أعضاء مجلس الأمة قلت لحضراتكم مرة أننا نعتبركم مجلس الثورة الجديد باعتبار أن الثورة مستمرة وانه ممايدعو الى الامل أن تجربة الشهور القليلة التي مضت منذ بدأ مجلسكم يمارس عمله كانت تبشر بتعاون كامل يستهدف صيانة مصالح الشعب ويسعى الى بناء المجتمع الجديد وانه لحقّ علينا أن نقول لحضراتكم في هذه اللحظات الفاصلة في تاريخ شعبنا أنكم كنتم على خير ماكنا نأمل ونتمنى, وأن مشاركتكم لنا في المسؤوليات كانت خير عون لنا فيما مضينا لتحقيقه من الأمور وانه لما يسعدني أن التطور العظيم الذي نعيشه لن ينهي صحبتنا على الطريق وانما هو على العكس سيقوي الأواصر بيننا ويشد الصلات ويجعلنا فيما نحن مقبلون عليه أكثر اندفاعاً وأكثر صلابة وأعز وحدة وتضامناً .‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية