عن عمر ناهز 83 عاما قضاها في خدمة الأدب والقضايا العربية غيب الموت فى بيروت أمس الأول الأديب والناشر العربي المعروف سهيل إدريس.
ولد الراحل في العام 1925 وتلقى دراسته الابتدائية في كلية المقاصد الإسلامية ببيروت والتحق بكلية فاروق الشرعية آمن بالعروبة منهجاً .
تحولت دار الآداب التي يملكها سهيل إدريس في بيروت منذ العام 1953 مع آخرين أحياناً ولوحده منذ العام 1961 الى منبر للأفكار والحوارات الكثيرة التي حملت الهم القومي في مواجهة تيارات أدبية عديدة تحمل في طياتها مشاريع سياسية معادية للتيار القومي.
ومارست مجلة الآداب الشهرية التي تصدر عن الدار التأثير البارز على الساحة الأدبية والفكرية في الوطن العربي .
عمل محررا في جريدة بيروت وفى مجلة بيروت المساء ومجلة الصياد والجديد ونشر مقالات فى الرسالة المصرية والأديب والأهالي اللبنانيتين. سافر إلى فرنسا ونال الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام 1952 عن أطروحة القصة العربية الحديثة والتأثيرات الأجنبية فيها من العام 1900 الى 1950
أنشأ مجلة الآداب بالاشتراك مع الراحلين بهيج عثمان ومنير البعلبكي صاحبي دار العلم للملايين واستقل بها عنهما بعد ثلاث سنوات ليؤسس دار الآداب بالاشتراك مع نزار قباني لخمسة سنوات لاحقة ثم أسس جمعية القلم المستقل مع المرحومين حسين مروة و رئيف خوري وكان احد مؤسسي مركز دراسات الوحدة العربية فى بيروت وعضو مجلس الأمناء لسنوات عدة.
للراحل ثلاث روايات هي الحي اللاتيني 1953 و الخندق الغميق 1958وأصابعنا التي تحترق 1962 وست مجموعات قصصية هي .. أشواق 1947 ونيران وثلوج 1948 وكلهن نساء 1949 والدمع المر1956 ورحماك يا دمشق 1965والعراء1973 ومسرحيتا.. الشهداء1965و زهرة من دم 1969
أصدر العديد من المعاجم العربية والفرنسية وترجم أكثر من عشرين كتابا ل جان بول سارتر والبيركاموو ريجيس دوبرييه وغيرهم من أشهر الكتاب والمفكرين الفرنسيين الذين كانوا من أصدقائه في باريس.
رحل سهيل إدريس صاحب المشاريع الكبيرة , وقد خلف وراءه إرثا كبيرا , وأحلاما أكبر ليؤكد أن حياة واحدة لا تكفي .