|
|
الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم...لغتنا الفصيحة عنوان شخصيتنا العربية دمشق منذ المراحل المبكرة التي تشكل شخصيته وتتكون فيها قيمه واتجاهاته بفضل مايتمتع به في هذه المرحلة من مرونة وقابلية للتشكل, وقالت اللجنة في بيان لها بمناسبة اليوم الدولي للغة الام الذي يصادف الحادي والعشرين من شباط من كل عام والذي دعت للاحتفال به المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو ان للوسط اللغوي المفعم بالمحبة والرعاية والمتسم بالوضوح والدقة في استعمال الالفاظ والتراكيب اللغوية وتسمية الاشياء بمسمياتها الصحيحة دوراً كبيراً في تحقيق تواصل وتفاعل جيدين بين ابناء الامة. واضاف: ليست اللغة وسيلة للتعبير والتواصل فحسب وانما هي وعاء للفكر والثقافة وبها يدمج الفرد في ثقافة مجتمعه انها اداة تفكير وتأمل. واكدت اللجنة ان المحافظة على لغتنا الام لاتعني التقوقع وعدم الانفتاح على الثقافات الاخرى ولغاتها وانما تعني اكتساب اللغات الاجنبية اغناء لثقافتنا فالهوية العربية ينبغي لها ان تتغذى من الموروث الثقافي العميق الممتد الجذور في التاريخ العربي مثلما ينبغي لها ان تتغذى بمختلف الاسهامات الثقافية الاخرى استيعابا لها وتمثلا وتوظيفا لها في خدمة ثقافتنا الام وفي التنمية الشاملة والمستدامة. وليست لغتنا العربية الفصيحة اداة للتفكير ووسيلة للتفاهم والتواصل والتعبير فقط وانما هي اساس قوميتنا وذاكرة امتنا ومستودع تراثها وعنوان شخصيتنا العربية وذاتيتنا الثقافية وهي تتسم بسمات متعددة تتمثل في الدقة في التعبير وفي الايجاز والاعراب والغنى في الاشتقاق والمرونة في مواكبة مستجدات العصر والاستجابة لمقتضياته. ولفتت إلى ان لغتنا الام تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الخارجي والداخلي فعلى الصعيد الخارجي وفي ظلال العولمة تهيمن الثقافة ذات القطب الواحد ولغتها الانكليزية على الصعيد العالمي. وهذا يعني ضمور اللغة العربية واستخدامها في مجالات تقليدية محددة وقد يزداد دور اللهجات العامية في تأثيرها في الفصيحة وتلقي هذه اللهجات تشجيعا لبحوثها على الصعيد العالمي وتعليما لها بدلا من العربية الفصيحة اضافة إلى المحاولات الحثيثة لتهميش العربية في المحافل الدولية استنادا إلى ذرائع مختلفة وحجج واهية. ومن التحديات ايضا على الصعيد الخارجي ضآلة نسبة ماينشر باللغة العربية على الشبكة الدولية الانترنت اذ ان اغلب صفحات الموقع المتوفرة على شبكة الويب مكتوبة بالانكليزية وثمة نقص رقمي على الشبكة الانترنت بالعربية اضافة إلى عدم اعتماد مواصفات محارف اللغة العربية مما يسبب الكثير من الاشكالات. وذكرت اللجنة ان التحديات الداخلية التي تواجهها لغتنا الام تتمثل في الامية اذ ان في وطننا العربي مايقرب من مئة مليون امي والى جانب الامية هناك البيئة الملوثة لغويا من اخطاء لغوية ولهجات عامية مستشرية وكلمات اجنبية تحيط بك من كل جانب. واضافت ان هنالك ضبابية في تمثل اهداف تعليم اللغة العربية وتعلمها. واكدت اللجنة ان هذه التحديات التي تواجهها لغتنا الام على الصعيدين الداخلي والخارجي تتطلب منا وضع الخطط والسياسات اللغوية الرامية الى العناية بلغتنا والمحافظة عليها واتقان مهاراتها والارتقاء بها ولذلك وضعت اللجنة خطة العمل الوطنية للتمكين للغة العربية وتعمل حاليا على متابعة تنفيذها مشيرة إلى ان سورية التي كانت سباقة على نطاق الساحة العربية في مجال التعريب كانت ايضا سباقة في وضع السياسات اللغوية والتخطيط اللغوي.
|
||||||||||||||||||||||||||||||
