تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ورشة.. كيف تناولت الدراما السورية قضايا المرأة ؟

ثقافة
الاثنين 7-12-2015
فؤاد مسعد

تحت رعاية السيد وزير الإعلام تُقام فعالية (16 يوماً من أجل القضاء على العنف ضد المرأة) خلال الفترة الواقعة بين 25 تشرين ثاني و 10 كانون أول في عدد من المحافظات، وهي الحملة التي أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية،

وضمن هذا الإطار أقامت مديرية الإعلام التنموي يوم أمس الأحد ورشة عمل بعنوان (كيف تناولت الدراما السورية قضايا المرأة) بحضور معاون وزير الإعلام الأستاذ معن حيدر والممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية ماسيمو ديانا،‏

وقد استُهِلت الورشة بعرض فيلم قصير لقناة دراما حول (صورة المرأة في الدراما السورية) وتم خلاله تقديم نماذج مختارة لشخصيات نسائية مرت في الدراما السورية خلال مسيرتها منذ انطلاقتها أيام الأبيض والأسود وحى يومنا الحالي، وشدد الفيلم أن الدراما السورية سبقت مثيلاتها في تقديم واقع المرأة ومعاناتها ومكانتها مشيرة إلى واقعها الحالي، وفي وقت لاحق من الندوة تم عرض فواصل درامية حول العنف ضد المرأة قدمتها وزارة الإعلام.‏

وخلال كلمته أكد ماسيمو ديانا ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية أنهم في هذه الحملة التي تستمر (16) يوماً يشددون على قضايا العنف سواء ضد الأطفال أم الرجال أم النساء التي تحدث في كل مكان وزمان، وهدف الحملة رفع مستوى الوعي في المجتمع، فالعنف ضد النوع الاجتماعي هو مسؤولية الجميع. وأشار إلى أن النساء في أي منطقة يكون فيها أزمات بما في ذلك سورية كان لهن دور ايجابي وفاعل، وعرج على دور الإعلام في نقل الصورة الحقيقية لصمود المرأة التي واجهت الويلات في الحرب وذلك كله بهدف تطوير المجتمع.‏

أما معاون وزير الإعلام الأستاذ معن حيدر فأكد خلال كلمته على أهمية الدراما ومدى تأثيرها في المجتمع ورأى أن تأثيرها يصل حد تكريس المفاهيم، مشيراً إلى أن أحد أشكال العنف الاجتماعي الواقع على المرأة الصورة المشوهة التي تقدمها بعض الأعمال عنها، فهناك بعض الأعمال الدرامية التي قدمت نماذج غير حقيقية عن صورة المرأة. وقد أغنى الورشة الحوار الذي دار بين الحضور متنوع المشارب والذي شمل عدداً من الكتاب والفنانين والإعلاميين والأساتذة الجامعيين ومهتمين.‏

وأكد الكاتب قمر الزمان علوش على هامش أعمال الورشة أن الدراما مقصرة نحو المرأة، وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة قال : لي رأي قد يكون قاسياً إذ أشعر أن للمرأة عوالم مفتوحة بلا حدود، هي غابة فيها الكثير من المفاجآت والغوص في هذا العالم يحتاج براعة واحترام، هو عالم يجب أن تحترمه وتقترب منه بقدسية بعيداً عن الاستخفاف أو نوايا التوظيف، تدخل له كأنك تدخل إلى حرم. فالمرأة بحاجة لمن يلقي الضوء على عالمها الداخلي، وللأسف هذا العالم المتنوع غاب عن الدراما، بينما كان للرواية أدوات أقوى للوصول إليه، وبالتالي على الدراما البحث عن الطرق التي توصلها إليه بأسلوب مثالي، وبالنسبة إلي لا أضع المرأة هدف بعينه أو هدف محدد أقصده بذاته فهي جزء من المجتمع، وأرى انه عندما أخفق في التعبير عن تقديم مقام الأسرة أخفقت في تقديم وضع المرأة.‏

حول أهمية المشاركة ضمن هذه الورشات قالت الكاتبة رانية بيطار في تصريح خاص لصحيفة الثورة : (أي ندوة أو مؤتمر أو فعالية تناقش قضايا المرأة على محمل الأهمية هو أمر يهمنا ويسعدنا تواجدنا فيه، فالهدف في نهاية المطاف خدمة المرأة بكل قضاياها ومشكلاتها ومعاناتها، لذا من الأهمية بمكان حضور مثل هذه الفعاليات)، وحول كيف قدمت الدراما السورية المرأة، قالت : قدمتها بشكل رائع أحياناً وجيد بعض الحين وسيئاً جداً خاصة في الفترة الأخيرة، وهذا يؤخذ على الدراما السورية مؤخراً فنحن في ظروف آنية صعبة ينبغي خلالها إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المجتمع وليس أن نزيد من حالة تفكيكه بنماذج سيئة عن المرأة، ولكن النماذج الجيدة كثيرة ونفتخر بها جميعاً أما السيئة فأنا شخصياً أخجل منها.‏

أما الكاتبة ديانا فارس فتحدثت لصحيفة الثورة قائلة : ما ألاحظه أنه يوماً بعد آخر يتغير التعاطي مع قضايا المرأة خاصة أن الحرب لا تزال قائمة، واليوم خلال الأزمة هناك شريحة من النساء لديهن حجم مختلف من المعاناة، فلدينا موضوع مرتبط بمخلفات الحرب وأبعادها والحمل الذي تحمله المرأة السورية اليوم، وهناك الكثير من المشكلات التي اختلفت عما كنا نحكيه فيما قبل، ويبدو أنه ينبغي تفعيل أدواتنا أكثر وأن ننزل للشارع ونغيّر نمط الحكم على النصوص فهناك نمطية من قبل قراء النصوص، وعندما تقدم نصاً يحكم على أي شخصية سلبية بأن العمل يسيء للمرأة ولكن الأمر ليس كذلك فنحن مضطرون أن نحكي عن المرأة السيئة أو التي ظروفها أدت بها لأن تكون سيئة وهذا لا يسيء للدراما، فهناك امرأة سيئة وأخرى جيدة وفاعلة في المجتمع، وبالتالي بدأنا نعاني من أزمة من خلال قرّاء النصوص، وأرى أن هناك تخبطاً والأمر يحتاج لوعي أكبر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية