والزن يعني التأمل والتركيز أي فن السيطرة العقلية على الأفكار..
بهذه الكلمات بدأ حديثه الأديب والمترجم محمد الدنيا في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب قبل أن يلقي مجموعة من القصص القصيرة التي اختارها من حكايات الزن اليابانية التي تحملُ الكثير من العبرة والموعظة، من تأليف هنري بروبل الذي ينحدر من أب فرنسي وأم يابانية مشيراً أن الزن من أهم المدارس البوذية في اليابان، وللزن فروع وأشكال منها الشعر والقصة والمسرح.. وقصة الزن هي حكاية قادمة من أعماق العصور من الهند والصين واليابان، صقلها الزمن نستعين بها لنكشف الخفي من المرئي والمطلق من النسبي ومن القصص التي قام بسردها:الأحجار الكبيرة التي تعطي عبرة بضرورة التخطيط المناسب أو استثمار الوقت بشكل جيد وضرورة وضع الحجارة الكبيرة أولا في الإناء، والأهم معرفة ما هو الحجر الكبير في حياة كل منا ؟ هل هي الصحة أم الأسرة أو الأصدقاء...
والقصة التالية عن تحدّ بين أحد المرتزقة ومعلم ياباني وهروب المرتزقة في نهاية القصة، أما قصة الغني الذي أراد أن يعطي درساً لابنه في الحياة، ولكن الابن كان أكثر بعد نظر من والده فرأى أن الفقراء أغنى منهم فهم يملكون السماء بنجومها ويملكون السهول والجبال...وسرد العديد من القصص الشيقة التي شدت الحضور.
أما القاصة غادة اليوسف فشاركت بقصة قديمة من قصصها حيث أنها هجرت كتابة القصة منذ عام 2011 ربما لأسباب كثير أهمها الفاجعة السورية قدمت قصة من مجموعتها: «أنين القاع» الصادرة عام 2009، القصة بعنوان: الخيام تتحدث عن تشرد العرب وتركهم أوطانهم وكيف كانت سورية هي الحضن الدافئ للجميع وخصوصاً الفلسطينيين الذين لا يزال بعضهم يحتفظون بمفاتيح منازلهم مع قلب ينبض بحلم بالعودة وخوف دفين من غدر اليهود، وأشارت على تآمر حكام العرب مع الانكليز واليهود بأسلوب شيق وكلمات بسيطة تصل لكافة الشرائح من المهتمين بالقراءة.
واختتمت الأمسية قادمة من دير الزور القاصة أمية عبيد تحمل الحب بين جناحي قلبها فقدمت: «عروس الثلج» وهي دعوة للحب والاحتفال بسطوع شمسه ليذيب جليد المشاعر....
أما محمد الفهد فكان له دور مميز في إدارة الأمسية فقال: أدب الزن فيه قيم أخلاقية وجمالية عالية جداً، ولكننا اتخذنا إلى الغرب أكثر من توجهنا لأدبنا العربي حيث تأخرنا في الانتباه إلى أدب الزن وهذا ما ندعوه للاستشراق المعاكس....