تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إصابة عشرات الفلسطينيين.. والجمعية العامة ترفض بأغلبية ساحقة قرار ترامب.. سورية تطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

سانا - وكالات - الثورة:
صفحة أولى
الجمعة 22-12-2017
تلقت الولايات المتحدة صفعة دولية أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي رفضت بأغلبية ساحقة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، الأمر الذي زاد من عزلة واشنطن،

ودفعها للغطرسة مجدداً وتحدي إرادة المجتمع الدولي، فيما طالبت سورية أمام الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعتها لتحمل مسؤولياته في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لا قيمة قانونية ولا شرعية لقرار ترامب.‏

في الأثناء تواصلت الاحتجاجات والمواجهات بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة ومدن الضفة وغزة، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق، وبالأعيرة النارية الحية والمطاطية.‏

وفي التفاصيل، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بأغلبية ساحقة قراراً يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها، ويؤكد أن أي إجراءات تهدف إلى تغيير طابع القدس لاغية وباطلة.‏

وخلال جلسة طارئة للجمعية العامة صوت لمصلحة القرار /128/ دولة عضواً بينما صوتت ضده الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي وسبعة أعضاء آخرين في حين امتنع /35/ عضواً عن التصويت .‏

وقبيل التصويت دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في كلمة له خلال الجلسة جميع دول العالم إلى التصويت لمصلحة الحق الفلسطيني رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي مبيناً أن عقد هذه الجلسة الطارئة يأتي إعلاء لصوت المجتمع الدولي الذي جسدته ردود أفعال الشعوب ومواقف الحكومات في جميع أنحاء العالم.‏

ولفت المالكي الى أن استخدام الولايات المتحدة لـ/الفيتو/ عرقل قدرة مجلس الأمن على أداء مهامه في حفظ الأمن والسلم الدوليين رغم دعم /14/ دولة عضواً في مجلس الأمن للقرار الذي قدمته مصر والذي يؤكد على ثبات الوضع القانوني والسياسي والتاريخي لمدينة القدس وبطلان كل المحاولات لتغيير هذا الوضع.‏

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني أن قرار ترامب جاء لخدمة الكيان الإسرائيلي في تنفيذ أجندته الاستعمارية مثلما جاء خدمة لقوى التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة مضت في تجاهلها للتداعيات الخطيرة لقرارها ولدعوات المجتمع الدولي لها باحترام قرارات الشرعية الدولية .‏

أما مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي فقد اتهمت الأمم المتحدة بأنها «معادية لإسرائيل» مؤكدة أن «واشنطن ستنقل سفارتها إلى القدس ولن يمنعها من ذلك أي قرار».‏

منذر: قرار ترامب بشأن القدس‏

لا قيمة قانونية له ولا شرعية‏

إلى ذلك أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر أنه لا قيمة قانونية ولا شرعية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، مبيناً أن سورية تطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.‏

وقال منذر خلال جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها: «إن هذه القرارات تشكل انتهاكاً فاضحاً لمركز مدينة القدس القانوني والسياسي والتاريخي، ولا تعدو كونها جزءاً من جريمة اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وإقامة هذا الكيان الاستيطاني المحتل على ترابها».‏

وأضاف منذر: «إن القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي تشكل انتهاكاً فاضحاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة التي طالبت «إسرائيل» بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 بما فيها القدس، وبالتالي فإن هذه القرارات لا تعدو كونها إجراءات أحادية لا شرعية ولا قيمة لها على الوضع القانوني لمدينة القدس، غير أن خطورتها تكمن في أنها إعلان رسمي من الإدارة الأمريكية بأنها لم ولن تكون طرفاً نزيهاً ولا وسيطاً مؤهلاً في أي سعي للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي».‏

وتابع منذر: إن «الجمهورية العربية السورية تدين بشدة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد مشروع القرار حول وضع القدس في مجلس الأمن الأمر الذي يؤكد مجدداً استهتار الولايات المتحدة بالقوانين الدولية وانتهاكها الفاضح لقرارات الشرعية الدولية كما يفضح دعمها اللامحدود للكيان العنصري الإسرائيلي الاستيطاني على حساب حقوق الشعب الفلسطيني».‏

وأكد منذر أن سورية ورغم الحرب الإرهابية التي تتعرض لها وبكل تحدياتها فإنها لم ولن تفقد البوصلة ولن تتراجع عن موقفها الثابت إزاء القضية الفلسطينية وإزاء الحقوق الفلسطينية والإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ولن تدخر الحكومة السورية جهداً من أجل استعادة جميع الأراضي العربية المحتلة.‏

وقال منذر: إن «الجمهورية العربية السورية كانت وما زالت ثابتة على موقفها المبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين وفقاً للقرار 194 لعام 1948 ، وهي إذ ترحب بحصول دولة فلسطين على صفة العضو المراقب في الأمم المتحدة فإنها تطالب بمنحها عضوية كاملة الحقوق في هذه المنظمة».‏

وجدد منذر مطالبة سورية للأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة في سبيل وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.‏

وأوضح منذر أن ما يجري اليوم يثبت بشكل لا يحتمل أي شك أو تسويف أن الولايات المتحدة الأمريكية غير معنية بالتوصل إلى حل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي، وقال: إن الغطرسة وصلت بها إلى حد تهديد الدول وتوعدها فيما إذا وقفت هذه الدول إلى جانب الشعب الفلسطيني وانتصرت لقرارات الشرعية الدولية.. فأي سلام يرتجى على يد قوة عظمى باتت تتعامل مع الأمم المتحدة وكأنها جزء من مؤسساتها ؟ وباتت تعتبر الدول الأعضاء فيها طلابها في مدرسة تعاقبهم إذا لم يخضعوا لسلطتها وهيمنتها ؟.‏

إلى ذلك أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي تظاهرات احتجاجية ضد قرار ترامب حول إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.‏

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصدر محلي قوله: إن عشرات المواطنين أصيبوا بالأعيرة المطاطية وبحالات اختناق وبحروق خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة حاشدة جابت شوارع قرية أبو ديس، وأغلقت قوات الاحتلال حاجز حزما وانتشرت في المنطقة وسط إطلاق عيارات نارية بصورة مكثفة ومتتالية.‏

كما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً خلال اقتحامها فجر أمس مناطق متفرقة في الضفة الغربية، في حين اعتقلت اثنين من الصيادين غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعد إطلاق النار عليهما وعلى المركب الخاص بهما.‏

بالتوازي حذرت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم من خطورة استمرار الحفريات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى المبارك وما يشكله ذلك من مخاطر كبيرة على أساسات المسجد.‏

وأوضحت الأمانة العامة في بيان صدر عنها أمس أن أعمال الحفر أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه وفي البلدة القديمة بالقدس المحتلة التي تنفذها ما تسمى (سلطة الآثار الإسرائيلية) تمثل تهديداً خطيراً للمسجد في ظل محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لتهويد القدس.‏

وأدان الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء استمرار سلطات الاحتلال في أعمال الحفر مستغلة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس في الإسراع بعمليات تهويد المدينة المقدسة وتغيير هويتها الإسلامية والعربية، مشيراً إلى أن غياب المحاسبة الدولية لـ «إسرائيل» كقوة احتلال على تعطيلها تنفيذ القرارات الدولية شجعها على تسريع وتصعيد عمليات الاستيطان والتهويد في مدينة القدس المحتلة.‏

وطالب نجم بضرورة تحرك العالم الإسلامي والعربي بكل منظماته وهيئاته والتحرك الدولي وجميع منظمات الأمم المتحدة المختصة وفي مقدمتها «اليونيسكو» لوقف تنفيذ المخططات الإسرائيلية التي تمثل تهديداً خطيراً على المسجد الأقصى ومدينة القدس.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية