تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث...الأميركي يستثمر أوهام أجرائه.. ووقائع الميدان تبدد الرهانات

الصفحة الأولى
الأحد 8-9-2019
كتب ناصر منذر

ينتقل أقطاب منظومة العدوان من فشل إلى آخر، وهذا ما يجسده حجم المآزق التي تضيق الخناق على مشغلي الإرهاب في كل مرحلة يفرض فيها الجيش العربي السوري وقائع جديدة على أرض الميدان،

وتعكسه حالة التناقضات التي تعتري شريكي الإرهاب الأميركي والتركي في التعاطي مع التبدلات الميدانية والسياسية، ورغبة كل منهما مواصلة العبث والتخريب وفق منظور كل طرف لأطماعه الخاصة اللاهث لتحقيقها.‏

النظام التركي المتوجس من مصير إرهابييه في إدلب، والقلق على جنوده في غرف العمليات المشتركة مع إرهابيي «النصرة» داخل ما يسمى «نقاط المراقبة»، بدأ يتحسب لساعة الاندحار، بالمراهنة على التعويض في الجزيرة السورية، متكئا على وعود مشغله الأميركي المخادع، لمحاولة ترجمة وهم «المنطقة الآمنة» المزعومة على أرض الواقع، فأعلن عن خطط لبدء دوريات برية عسكرية مشتركة بين قواته المحتلة ونظيرتها الأميركية في تلك المنطقة اعتبارا من يوم غد، لإيهام نفسه أولا، والآخرين ثانيا، بأنه يحقق مراده، علما بأن تلك الدوريات المحدودة لا تعني بالمطلق حالة تثبيت لـ»المنطقة الآمنة» المزعومة.. وقبول الأميركي بتسيير تلك الدوريات مجرد مناورة أخرى في سياق المماطلة الأميركية لتحقيق رغبات الأداة التركية، حتى لا يخسرها، فهو - أي الأميركي-لا يزال يعول على ذراعه الانفصالي «مرتزقة قسد» لتحقيق مآرب أخرى، ليس أولها تثبيت وجوده الاحتلالي تحت ذريعة حمايتهم، وليس آخرها وضع يده على ثروات السوريين في حقول النفط، أو محاولة فرض مشروعه التقسيمي بما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني.‏

خرق مرتزقة أردوغان لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد، من خلال الاعتداء على أحد المواقع العسكرية في سهل الغاب بثلاث طائرات مسيرة، بالتزامن مع تأكيد رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد على ضرورة الاستمرار بدعم ميليشيا «قسد» بذريعة مكافحة فلول داعش، وإشارته إلى أن بلاده تحتاج إلى تدريب ما بين 50 و60 ألفا مما سماها القوات المحلية في الشمال السوري، لا تخرج عن سياق الاستثمار الأميركي لكل أدواته سواء كانت تنظيمات إرهابية، أم حكومات وأنظمة حاقدة، لإعادة تدوير الإرهاب، من أجل الالتفاف على انتصارات الجيش العربي السوري، ومحاولة تثبيط تقدمه في الميدان، كي لا يجد الأميركي نفسه أمام مواجهة لاحقة مع الجيش عندما ينجز تحرير إدلب، وما تبقى من ريف حلب، ويتجه نحو الجزيرة السورية لتخليصها من أي قوة أجنبية محتلة، والأذرع الإرهابية التابعة.‏

إذا كانت الجعبة الأميركية لم تخل بعد من المخططات العدوانية، وأدواتها لم تزل تتوهم إحداث تغيير في المعادلات الميدانية، وأن باستطاعتها تحقيق ما عجزت عنه طوال السنوات الماضية، فإن الدولة السورية لن تعجز عن وضع حد للواهمين، وهي تملك من الإرادة والإمكانيات ما يكفي لردع كل غاز ومعتد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية