تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يزيد رامسفيلد عديد القوات الأميركية في العراق?

واشنطن
يو.بي.آي ¯ الثورة
عربي دولي
الأربعاء 29/6/2005م
مارتن سيف

لماذا بدل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد رأيه واعترف, أخيرا, بأن التمرد العراقي ما زال نشطا وسيستغرق إخماده وقتا طويلا?

قالت مصادر في وزارة الدفاع (البنتاغون) ليونايتد برس إنترناشونال إنه لا رامسفيلد ولا قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جون أبي زيد فكرا للحظة بسحب القوات الأميركية من العراق, أو حتى بخفض عديدها.‏

ويقولون إن رامسفيلد, الملتزم بفكرة النصر في الحرب, واثق من قدرة القوات الأميركية على تحقيق هذا النصر ومستعد لتعزيز مستوى القوات وحضورها الميداني في العراق إذا كان هذا ما يتطلبه النصر.‏

ولكن ذلك لا يلغي أن رامسفيلد بدل جذريا موقفه العلني من الحرب, وبسرعة.‏

وبدا أن رامسفيلد عكس موقفه تماما من الحرب في ثلاثة أيام. ففي 22 حزيران الجاري قال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي إنه غير قلق من مسار الأحداث في العراق, لكنه ظهر على شاشة شبكة فوكس الإخبارية يوم الأحد الماضي ليبدل موقفه كليا.‏

وللمرة الأولى منذ بدأت اعمال المقاومة العراقية قبل سنتين, لم ينف رامسفيلد إن العمليات العسكرية ما زالت مستمرة بنفس الكثافة وتتمتع بنفس المستوى من الموارد البشرية, كما كانت قبل ستة أشهر, على الرغم من جهود أقوى قوة عسكرية في العالم لوقفها.‏

ما هي تقديرات أبي زيد والاستخبارات العسكرية الأميركية التي دفعت رامسفيلد إلى تبديل موقفه بسرعة?‏

يشكك ضباط في البنتاغون في أن يكون رامسفيلد قد بدل موقفه نتيجة معطيات أو تقديرات, لافتين إلى أن وزير الدفاع والجنرال أبي زيد تجاهلا سابقا تقارير الاستخبارات التي أشارت دائما إلى الدعم الشعبي الذي تحظى به المقاومة في أوساط الشعب العراقي منذ آب العام .2003‏

وكان رامسفيلد وزملاؤه على ثقة بأن الجيش العراقي الذي يعاد تأهيله سيكون قادرا على التعامل مع الوضع في بغداد وغيرها من المدن والمناطق العراقية.‏

وأوضحت المصادر أن رامسفيلد اعتقد بصدق أن تصاعد العمليات إثر تشكيل الحكومة العراقية في نيسان الماضي كان محاولة يائسة من قبل المقاومة .‏

وصدق رامسفيلد هذه النظرية, أسبوعا بعد أسبوع, على الرغم من استمرار عمليات المقاومة.‏

وأخيرا, أجبر رامسفيلد على الاعتراف بالحقيقة, وخصوصا بعد تصاعد التشكيك في نجاح السياسة الأميركية في العراق من قبل الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين عرفوا بتأييدهم للحرب.‏

وواجهت صحيفة تايمز اللندنية رامسفيلد بالحقيقة يوم الاثنين الماضي مشيرة إلى أن عديد القوات الأميركية في العراق ليس كافيا لمواجهة المقاومة التي قدرت المخابرات البريطانية والأميركية أنها تضم قرابة 20000 مقاتل.‏

ولا تستطيع القوات الأميركية في العراق التي لا يتجاوز عديدها 140000 جندي مواجهة الوضع القائم .‏

وأصيب رامسفيلد أيضا ب (انتكاسة) في وزارة الدفاع إثر مغادر نائبه بول ولفويتز منصبه ليصبح رئيسا للبنك الدولي, وهو كان أحد أقرب مساعديه الذي تولى عملية تنفيذ سياساته على الأرض.‏

وكان رامسفيلد يستند سابقا إلى نظرية تقول بمحدودية عديد القوات الأميركية في العراق مقابل تعزيز القدرات التقنية. ولكن التجربة أثبتت أن التقنيات لا تغني عن القوات.‏

ولم يهجر رامسفيلد شغفه بالتفوق التقني, ولكن صراحته العلنية حيال الفترة الزمنية التي سيستغرقها النصر قد تكون مقدمة لمطالبته بزيادة عديد القوات المنتشرة في العراق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية