سيفضي الى المواجهة الحتمية بين القوى الأعظم في عالمنا اليوم. وهذه خلاصة خطرة بل في منتهى الخطورة. وربما كان الحديث الموجه لبوتين هو الشيء الوحيد الذي يمكن فهمه من تحذير بوش من حرب عالمية ثالثة. لكن من الغريب أن ترتبط هذه الحرب لدى رئيس الدولة العظمى ليس بخطر مباشر يمس المصالح الأمريكية وإنما خطر محتمل على اسرائيل! وما من شك أن العالم قد ذهل من حديث الرئيس بوش وتضخيمه للخطر الإيراني وبصورة لم يبق منها الا شن الحرب عليها.
والحرب على إيران من هذا التحذير تبدو قد اختمرت تماما في ذهن الرئيس الأمريكي وبدرجة بات معها يبحث عن أسباب تجعله يتجاوز حتى تلك الطريقة المخادعة والمجربة من قبل لتبرير الحرب على العراق ) الأدلة الدامغة ) الى دخول مباشر الى الحرب. إنه يطلق رسالة خطر للعالم مفادها أن الوقت ليس في صالحنا وما لم نقم بخطوة استباقية مفاجئة فسوف يفاجئنا الخطر الإيراني في الغد القريب. وإطلاق الحديث على عواهنه هكذا أمر مألوف من قادة متضخمي الذات في العالم الثالث . وأن يحذر رئيس وزراء اسرائيل من ترهات الرئيس الإيراني فهذا مفهوم, لكن أن يقف بوش امام الصحافة ليقول إن دليله الدامغ الذي يستند اليه على خطر إيران هو ما يقوله رئيس ايران في حق دولة ثالثة فهذا أمر ينم عن خلل مخيف في معايير الحكم السديد. إنها كلمات مدهشة فعلا لأننا نعلم كما يعلم العالم أجمع أن الدولة النووية الوحيدة الموجودة في قلب المنطقة هي اسرائيل. والخطر القائم والذي لا جدال حوله هو السلاح النووي الاسرائيلي في المنطقة الذي وجد ليهدد بل ليقضي على اعداء اسرائيل متى ما أرادت فعل ذلك.
والخطر الحقيقي أن هناك من يخشى تسمية الاشياء بأسمائها الصحيحة ويلتف على ذلك بدعاوي أغرب. والخطر الحقيقي الذي يهدد العالم هو السلاح النووي الموجود في ترسانة أمريكا وغيرها من الدول النووية من باكستان الى اسرائيل ومن امريكا الى روسيا الى فرنسا وبريطانيا. وأقول مجددا لم يكن هتلر من دولة مارقة أو متخلفة بل كان في أكثر النقاط حضارة وإشراقا في العالم ومع ذلك كان معتوها بجدارة وقاتلا كلف العالم ملايين الأرواح. ولذلك فالخطر ليس فيما ستفعله إيران غدا حينما يتولى الحكم (معتوه محتمل) وإنما في السلاح النووي الذي يتوسده قادة الحرب في اسرائيل.