|
نافذة برلمانية.. هوامش صغيرة وسريعة آراء كان عليّ أن أتوقف اليوم في محطة القراء وأصحاب الاسئلة.. استمرار الكتابة عن جانب واحد ومن مكان واحد يجعل الرؤية وكأنها من وراء زجاج (فيميه) معتم.. أو أشبه بعدسة عين الميت معتمة, كما يقول الروائي العظيم (لوركا). أنتم وأنا نبحث دائماً عن الأجوبة المتفائلة, أحياناً نجهد أنفسنا للعثور عليها, أحياناً نتيه في غابة الصمت الطويل المربك, وأحياناً تخرج إلى ضفاف الغابة حيث الضوء المتفجر, ومع ذلك أقول لكم إن التجربة البرلمانية كما أراها جيدة, بالتأكيد ثمة ملاحظات لكنها متميزة عن غيرها من التجارب البرلمانية العربية التي يشكل أصحاب رأس المال عمادها.. صوتها لدينا عال, ووجع الفقراء لا يفارقها, هذه حقيقة يجب أن يعرفها الجميع, تلتزم بوجع المواطنين وهمومهم.. بالتأكيد تتابعون النافذة والاسئلة والاجوبة, يبقى المواطن هو محور كل تلك الجلسات الحوارية التي تميز بها هذا الدور التشريعي عن غيره.. وأعتقد أن النافذة تقدم الصورة عن ذلك. أحدهم أشار عليّ أن أكتب النافذة البرلمانية على غرار ما كان يكتب سابقاً, قلت لا أستطيع أن أفارق وجع الناس إلى ضفاف أخرى. إذاً الحكومة تسمع, ربما لها ظروفها أحياناً, بالتأكيد لها ظروفها, لكنها ليست الظروف التي تعفي من المسؤولية.. لي ولغيري عليها ملاحظة, بل ملاحظات.. أصابع الحكومة على المهربين والفاسدين والمرتشين والمسؤول المقصر والمتخاذل رخوة, وفراستها في اختيار المسؤول المحلي ليست ناجحة دائماً.. أحزن أحياناً عندما أمر في مدينة وأرى شوارعها وأرصفتها تزدحم بالإشغالات والتربة والورق وعلب الكولا, وأحزن عندما يأتي مسؤول محلي أو مركزي ليقدم شرحاً طويلاً عن الإنجازات والأحلام والاعمال التي تمت والتي ستتم وكأنه يشرح لأناس من بلاد الواق الواق والجهات التابعة له تعيش حالة من الفوضى الكريهة جداً. أحزن عندما لا يتحقق من الخطة سوى أرقام متواضعة جداً وليس ثمة مبررات للفشل ونرى أن علاقة المسؤول المركزي مع المسؤول عن التنفيذ في دائرة أو معمل أو بلدية أو منشأة على أحسن ما يرام والغزل بينهما عال العال.. على أي أساس تتم هذه العلاقة المميزة?! لنتوقف عن عرض هذا الحزن, لأنني لا أريد أن أهيج أحزانكم كما فعلت تلك اليمامة بأبي فراس الحمداني. هل تصدقون إنني أحزن على المسؤول المركزي عندما تكون أصابعه رخوة, بعض الزملاء في مجلس الشعب يحصلون على ثلاثة أشهر لبعض الفقراء من بعض الوزراء, بصراحة يوقع الوزراء بنفوس طيبة, ولكن المشكلة أن المسؤول المحلي لا يصرف التوقيع أحياناً, كيف يمكن أن نفسر ذلك?! هل علينا أن نحزن على المواطن المسكين, أم على المسؤول صاحب التوقيع.. الحوارات التي تمت بين السادة الوزراء واعضاء مجلس الشعب لم تنته كتابتها بعد.. سأقدمها بعد هذه الوقفة, في النافذة القادمة إن شاء الله.. أسئلة كثيرة تواجهني وتتزاحم عليّ من الاخوة القراء ممن أعرفهم ولا أعرفهم, هم كأعضاء مجلس الشعب يملون انتظار الأجوبة سواء أكانت خصيبة أو مبهمة مجدبة, يدققون في التفاصيل الصغيرة كما يدقق الفنان التشكيلي في تفاصيل لوحته على حد تعبير المرحوم (فاتح المدرس). ما تم نشره إلى الآن كان مع وزارات الاقتصاد والتربية والسياحة والكهرباء والمالية والري والنفط. الأسئلة التي تواجهني عن طريق بريدي الالكتروني وعلى الهاتف وعبر اللقاءات الشخصية حادة, أحياناً.. تكون واخزة كرؤوس المسامير, هل كان عليّ أن أتحمل قسوة كل هذه الاسئلة لمجرد أنني أكتب نافذة أسبوعية تنقل إلى الأخوة المواطنين ما يدور في هذه المؤسسة التشريعية المهمة التي تأخذ نصيبها من الاعلام إلا القليل, على أي حال.. أتمنى أن تقوم بين الاعلام والمؤسسة التشريعية جسور قوية, فهي بالتأكيد في مصلحة المواطن. قال لي أحدهم في لقاء عابر, وأنا أغادر مقهى بحرياً متواضعاً في مدينتنا البحرية بعد أن قدم لي نفسه (نحن لا نعرف أعضاء مجلس الشعب كما نعرف أعضاء البرلمان اللبناني). أردت ممازحته وقلت: (ليست العلة في أعضاء مجلس الشعب).. أظن أن البرنامج التلفزيوني الذي يبث على القناة الثانية لا يشاهد بعد أن تحول الناس إلى الديجتالب.. في رأيي أن هذه القناة يجب أن يعاد النظر في وضعها كله, وأن تحول من قناة محلية إلى قناة فضائية متخصصة بالسياح, وبجوانب حياتية أخرى تقدم سورية الجميلة إلى المواطن العربي والاجنبي, لماذا لا تكون هناك برامج سياحية وسياسية باللغات الأجنبية? السيد وزير السياحة يقول: إنه أنفق على الدعاية السياحة عام 2007 مئتين وخمسة وثمانين مليوناً, كان بإمكان وزارة السياحة تفعيل هذا المبلغ عبر تلك القناة المتخصصة لو كانت موجودة. سبق وقلت: إن المواطن السوري في بلدان الاغتراب, يتمنى لو يقرأ صحيفة سورية, أو يشاهد برنامجاً على الفضائية السورية, بالتأكيد ثمة برامج لكنها قليلة جداً, وعلى الجميع أن يدركوا أن بعثاتنا الدبلوماسية ليس لديها الوقت الكافي لأنها مشغولة ليلاً ونهاراً.. بماذا?! من سافر.. رأى وسمع. أتمنى أن يصدر مجلس الشعب صحيفة نصف شهرية على الأقل إن لم تكن اسبوعية, وأن يكون له برنامج اسبوعي لمدة ساعة على الأقل على الفضائية السورية, وأن ينبثق عن لجنة التوجيه والارشاد لجنة متخصصة بشؤون الاعلام, فالإعلام في هذا الزمن يمتلك القدرة على اختراق عقولنا لزرع الافكار والثقافة والمعلومة شئنا أم أبينا. لهذا كان تأكيد السيد الرئيس دائماً.. في مجلس الشعب وفي المؤتمر القطري على دور الاعلام وأهميته في مواجهة التحديات التي تواجهنا... لم تعد لجنة التوجيه والارشاد لا باسمها ولا بمضمونها ولا بوضعها منسجمة مع فلسفة التطوير والتحديث كما نتمناها, وينشدها المجتمع السوري الجديد في ظل التجاذبات الدولية والاقليمية الراهنة. أشعر بالحزن مرات كثيرة, لأنني لا أمتلك إجابات على كثير من الأسئلة, أو بالأحرى لا أمتلك الاجوبة الشافية على كثير من الاسئلة, على سبيل المثال كتبت مرة أن السيد وزير الكهرباء صرح أمام مجلس الشعب (لا تقنين كهربائياً هذا الصيف). جاء الصيف.. وبدأت الانقطاعات, ولهذا بت أخاف التصريحات المتفائلة, تشفع لي تلك المقولة: (ناقل الكفر ليس بكافر) هل يتطابق هذا القول مع ما حدث معي?!.. على أي حال أثق بقدرتكم على المسامحة وخاصة أنكم تعلمون أنني أسعى لتقديم صورة حية وصادقة عن هذه المؤسسة التشريعية. سأقول لكم: كتابة الزاوية تكلفني ساعات وساعات من الجهد, فالتقاط الافكار المهمة في جلسة دامت أكثر من ساعات والتقاط الاسئلة والاجوبة بدقة كما هي ليست مسألة سهلة والتعليق عليها يحتاج لجهد آخر, وأعلن هنا أنني منحاز دائماً للمواطن, لأن المواطن محور أي عمل وطني كما يؤكد الرئيس بشار الأسد. جلسات الحوار تحت قبة المجلس مع السلطة التنفيذية تأخذ طابعاً فيه كثير من الجدية المحببة المشبعة بالوطنية العالية سواء من قبل الزملاء أو الحكومة, وهذه حقيقة, وإذا كانت إجابات الحكومة أحياناً دون طموح مجلس الشعب فإن سعي الجميع للوصول إلى إجابات مقنعة يشكل الروح التي تقود العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.. وهذا ما جعل حواراتنا تتحول إلى ندوات فكرية وثقافية وسياسية واقتصادية, والجميل فيها أن تتم بروح عالية المسؤولية, ورئيس المجلس يمسك بناصيتها بكل اقتدار.. المواطنون في الساحل يعانون في هذه الأيام من الجفاف كما يعاني المواطنون في المناطق الأخرى من سوريا, السيد وزير الري صرح في المجلس أن المناطق المتجددة بالمطر كما هو حال الساحل مسموح فيها بإقامة الآبار, تبين أن حفر الآبار غير مسموح, وخاصة في المناطق التي يقال إنها مروية ولم تعد منذ عامين مروية بسبب شح مياه نبع السن والتي لم تعد تخصص للري, لهذا يطالب المواطنون السيد وزير الري بإصدار قرار سريع يقضي السماح لهم بفتح الآبار للحفاظ على حقول البرتقال التي تموت, وموتها يشكل خسارة اقتصادية كبرى. مساحة الزاوية راحت تضيق.. وبالرغم من ذلك نقول للسيد وزير النقل: أرجو الانتباه إلى المرافق العامة في المطارات وخاصة في هذه الأيام السياحية, ونتمنى أن تنجز ما وعدت به حول إنجاز التحويلات على أتوسترادات اللاذقية- طرطوس.. اللاذقية- دمشق.. دمشق.. حلب.. حلب دير الزور الرقة- الحسكة.. وإلى لقاء آخر.
|