وبدلا من أن تكون هذه المياه مصدرا للتلوث أصبحت مصدرا غذائيا هاما للتربة إذا ما أحسن استخدامه ,هذا ما بينته الدراسات والتجارب وتقوم مديرية الزراعة باللاذقية بإقامة ندوات للتعريف بأهمية الناتج عن عصر الزيتون وطرق استخدامه, وخاصة أن الإنتاج المتوقع من الزيتون للموسم الحالي في محافظة اللاذقية 218 ألف طن ثمار يستخلص منها 190 ألف طن زيت, والباقي للتخليل وتعطي الكميات المعالجة لاستخراج الزيت 170 ألف م3 من ماء الجفت التي تغطي مساحة ما يقارت 2500 هكتار من الأراضي المشجرة بالزيتون والحراج, هذا ما تحدث عنه المهندس نظام مهنا رئيس شعبة الزيتون في مديرية الزراعة وقال:إنه يوجد في المحافظة 111 معصرة, منها 50 معصرة تعمل بالطرد المركزي و61 بالضغط والطاقة الانتاجية تتركز في معاصر الضغط ,وقد تم تحديد المناطق التي ستنشر بها مياه الجفت منها 4330 هكتار ز يتون في المناطق الأربع في المحافظة منها 3455 هكتار حراج وغابات محروقة وعن المساحات الحراجية التي يمكن استخدام ماء الجفت فيها فتقدر بحدود 7785 هكتارا وهذه المساحة تستوعب ثلاثة أضعاف الكمية الناتجة عن ماء الجفت في المحافظة.
لكن تبقى هذه المياه اذا لم تستخدم بشكل صحيح مادة تؤثر على البيئة وتضر بها, لذلك تؤكد مديرية الزراعة من خلال الندوات على الطرق السليمة في التعامل معها وطرق التسميد بها, وقد اكد السيد زاهد حاج موسى محافظ اللاذقية في الندوة التي أقيمت في مركز ثقافي عين البيضا عن التقيد بالشروط الواجبة في المعاصر حفاظا على البيئة وحمايتها بحيث تكون كتيمة وبسعة مناسبة وأن تتم عملية توزيع الجفت بشكل دقيق وبإشراف كامل من قبل لجان مختصة يشارك فيها فنيون من عدة جهات هذه الدورات تتزامن مع اقتراب موسم جني الزيتون حيث تكثف مديرية الزراعة باللاذقية على اهمية استخدام الجفت في عملية التسميد لتحويله إلى مادة مفيدة بدلا من مادة مسيئة للبيئة عملا بالمقولة : إن ماء الجفت مصدر غذائي هام للتربة اذا أحسن استخدامه وبتضافر الجهات المعنية.
عن دور مديرية الزراعة في هذا المجال يقول السيد حساث بدور مدير الزراعة: تحاول عبر وحداتها الارشادية في اقامة ندوات لتوعية أصحاب معاصر الزيتون والمزارعين بطريقة الاستفادة من الجفت الناتج عن عصر الزيتون إضافة للاشراف على عملية نشره من قبل في الارشاد بعد ان تم تحديد المساحة التي يراد نشر هذه المادة فيها, واضافة للندوات والاشراف ستقوم المديرية بأيام حقلية عملية لتوزيع هذه المادة في البساتين, وكل ذلك يتم وفق آلية توزيع في حقول الزيتون والغابات ومواقع التشجير الحراجي وكما ذكرت سابقا وفق أسس معينة وبنسب معينة بعيدا عن مصادر المياه والبحيرات ومناطق حماية نبعي السن وديفة والينابيع ومصادر مياه الشرب بمسافة تقدر بحدود 1000م و500 م عن التجمعات السكنية بحيث تكون 5 م3 من ماء الجفت الناتج من معاصر المكابس للدونم المزروع زيتون و 8م3 بالنسبة لمعاصر الطرد المركزي, وطبعا تطبيق هذا اعتمادا على البحوث وتجارب الدول المجاورة والاوروبية في هذا المجال وخاصة ماء العصر كونه يحوي موادً عضوية وغذائية اخرى.