أن كل فرد في إسرائيل أصبح على معرفة ودراية بالأسباب التي دعت إلى رنين الهاتف بعد منتصف الليل في منزل رئيس الحكومة, وإن الجميع أصبحوا عى قناعة بأن ثمة أمر خطيراً كان من المتعذر تأجيله لليوم التالي.
لقد فارق الكرى عيني )وزير الدفاع( الذي يتولى رئاسة الحكومة في بعض الأحيان باعتباره الحارس المنوط به ردع ما قد تتعرض له إسرائيل من مخاطر وأصبحت فكرة رنين الهاتف أمراً مؤرقاً له مثله في ذلك مثل ضابط يخضع للامتحان ويجد في البحث عن الإجابات المناسبة للأسئلة التي قد يتعرض لها.
منذ ثلاثين عاماً وقف موشيه دايان إلى جانب مناحيم بيغن عندما التقط سماعة الهاتف ليجيب على اتصال ورده من الرئيس المصري أنور السادات تخطى به الخطوط الحمر, واستطاع بكلماته السحرية أن يقنع بيغن بأن السلام مع الدولة العربية الكبرى أهم من الطائرات والدبابات وأهم أيضاً من الاحتفاظ بالأراضي وحقول النفط, رئيس الحكومة اسحق رابين الذي رغب بالحلول السياسية توصل إلى ذات النتيجة مع سورية ولبنان والفلسطينيين كما أن ايهود باراك قد اعطي فرصة للرد على الهاتف, لكنه لم يسع لاستخدام الأساليب الدبلوماسية لمعالجة المعضلات القائمة.
في مقابلة أجرتها جريدة الهآرتس مع الرئيس الأسبق للمخابرات الإسرائيلية في تموز 2006 صرح بها أن إسرائيل أضاعت فرصة هامة للتوقيع على اتفاقية للسلام مع سورية ,واستطرد قائلا:ً إنه ينتابه شعور بالأسى لأن إسرائيل شكلت لجان تحقيق للبحث في الفشل العسكري دون أن تشكل لجاناً مماثلة للتحقيق فيما انتهينا إليه من فشل دبلوماسي, وعلينا أن نتصور أن اتفاقاً قد أبرم مع سورية, فما هي المنافع الاسترايتجية التي يمكن أن نجنيها نتيجة هذا الاتفاق و) لا بد من التنويه إلى أن المذكور هو من تولى المفاوضات مع السوريين أيام عهد باراك( ويجيب على سؤاله بأن إعداد جيش قوي أمر هام لكن القوة لا تضمن لنا المستقبل.
إن الكارثة التي يمكن أن تطول وجودنا كدولة ديمقراطية يهودية هي أن يوقف الفلسطينيون الاتصال والمفاوضات معنا, وقد بدأت بواكير ذلك فيما صرح به سري نسيبة من ضرورة العمل وبذل الجهد للحصول على الحقوق السياسية للفلسطينيين وصرف النظر عن المفاوضات الجارية بعد حرب الأيام الستة,. إن اتخاذ القرارات السليمة بشأن الاتفاقات الدبلوماسية مع جيراننا يحتاج إلى التفكير الصائب والمهارات القيادية والشجاعة السياسية, الأمر الذي يتطلب من المرشحين أن يخبرنا كل منهم عما ينوي فعله إن كتب له الفوز.
موقع هآرتس- النسخة الانكليزية