وقع أوري سافير وأبو العلاء بحضور شمعون بيرس بالحروف الأولى اتفاق اوسلو الأول. وبعد بضعة أيام تبين للعالم الصداقة التي أخذت تنسج بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
انقضت 15 سنة منذ ذلك الحين حتى محادثات السلام بين حكومة اولمرت وأبي مازن. ما الذي تعلمناه من هذه الفترة? الكثير جداً.
أولا الحذر من الأوهام أتت اوسلو الأولى معها بالأمل. خزنت , سريعاً ماتت أوسلو الأولى. وبعدها اوسلو الثانية. واتفاق واي ومحادثات كامب ديفيد. وخريطة الطريق.
تبين ان الاتفاقات والرسائل لا تصنع صداقة حقيقية. نقض الطرفان مرة بعد أخرى الالتزامات التي أعطيت في اوسلو الأولى. لم يعترف الفلسطينيون بحق إسرائيل في الوجود واختاروا العنف والإرهاب طريقا لإنهاء النزاع. أما إسرائيل فمن جهتها فاستمرت في بناء المستوطنات واحتلال الأراضي ومنع التنقل.
وثانيا انقضت الرومانسية. أثارت أوسلو الأولى الاختلاف لكنها أثارت التأثر أيضا. مستقبل وردي على الباب. شرق أوسط جديد. كانت مصافحة رابين لعرفات على حشائش حديقة البيت الأبيض لحظة تأسيسية. لم يكن في تلك الدراما رجلان فقط بل شعبان, يريدان بحظر كبير وبتخوف إنشاء صلة. خبت الرومانسية سريعاً جداً.
وانقضت الثقة المتبادلة. في الجانب الفلسطيني لم تكن كراهية إسرائيل وتأييد الإرهاب أقوى قط منها الأن. وفي الجانب الإسرائيلي لم يوجد تشاؤم كهذا مما يتصل باحتمال السلام.
في السنين التي انقضت نشأ واقع صعب في الميدان. صور أجزاء الجثث التي تطير من الحافلات المنفجرة أو ضحايا الفلسطينيين والإهانات في الحواجز لن تغير أي اتفاق سلام في الجيل الحالي على الأقل.
ثالثا لم تحسن أوسلو وضع حقوق الإنسان لا في الجانب الإسرائيلي ولا في الجانب الفلسطيني, نتج عن محادثات السلام آلاف الضحايا سميناهم ضحايا السلام والدمار والاختناق الاقتصادي أيضا.
تغيرت رتابة الحياة يصعب ان نتذكر اليوم أننا كنا نستطيع قبل أوسلو دخول مطعم من غير ان نتجاوز تفتيشاً امنياً أو التجوال في رام الله من غير ان نخاف التنكيل. وفي الجانب الفلسطيني يصعب تذكر انه كانت توجد مرة علاقات عمل وصداقة بإسرائيليين, انشأ جدار الفصل )صور الفصل أيضا وهو حق للوضع الأمني. والجمهور في إسرائيل اقل اهتماماً بما يحدث وراء الأسوار.
رابعا لا يلعب الزمن لمصلحة إسرائيل. فحل )دولتين لشعبين , الذي اعتمد عليه اتفاق اوسلو اخذ يتلاشى. يحظى هذا الحل بإجماع في إسرائيل. من قبل اليمين أيضا الذي عارضه في أوسلو لكنه لا يحظى بتأييد مشابه في الجانب الفلسطيني ومن جملة أسباب ذلك زيادة قوة حماس التي ترفض وجود إسرائيل. في مقابلة ذلك يوجد لاعب خطر جديد في المعركة: فالنموذج الثنائي القومية يزداد تسارعاً. وعامل الزمن يطمس أيضا خطوط إسرائيل الحمراء. من كان يصدق في 1993 ان حكومة يمين برئاسة اولمرت رئيس بلدية القدس آنذاك ستكون مستعدة لتقسيم القدس وإعادة لاجئين?.
فشلت اوسلو الأولى. لكن للسلام مستقبل. لا يبدو انه يوجد مستقبل وردي في القريب لكن يوجد مستقبل.