تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جوزيف بايدن..يسرق الأفكار والخطابات أيضاً!!

دراسات
الأربعاء 27/8/2008
الدراسات

حقوق المؤلف والملكية الفكرية موضوعات في غاية الحساسية صدرت لها تشريعات عديدة في بلدان العالم قاطبة ضماناً لحقوق المؤلفين وحمايتهم من سرقات اللصوص الذين تسول لهم أنفسهم سرقة أعمال الآخرين الأدبية ونسبها لأنفسهم دون أي اعتبار, لا بل وصلت الأمور ببعض من يسمون أنفسهم كتاباً سرقة حتى الأفكار والتباهي بأنها من بنات أفكارهم.

هذا الموضوع المهم تناوله الدكتور جورج جبور في كتابه (في الملكية الفكرية- حقوق المؤلف) الصادر سنة1996 .‏

حيث عرض نماذج عديدة لسرقات كثيرة تعرض لها أدباء وكتاب وباحثون من قبل لصوص الكلمة, لكن اللافت في تلك النماذج التي عرضها د. جبور هي حكاية السيناتور الأميركي جوزيف بيدن..التي تتلخص بسرقته لأفكار خطب سياسيين أميركيين والدلائل كانت بالوثائق والأدلة والبراهين.‏

يقول د. جبور : إلا أن أهم حادثة سياسية مؤثرة عرفتها, وفيمايخص حقوق المؤلف, فهي تلك الحادثة التي ذهب ضحيتها سارق كان ينافس ضمن حزبه وهدفه أن يصبح رئيساً للجمهورية الأمريكية, وقعت الحادثة قبل عام بالضبط من اتهام ليبيا لريغان بسرقة الأفكار, وفي الحادثة من الأهمية والطرافة ما يوجب ذكرها ولو بشيء من التفصيل.‏

في أواخر صيف عام 1987 كان جوزيف بايدن, وهو شيخ ديمقراطي من ولاية دويلاور واحداً من أبرز المتنافسين ضمن الحزب الديمقراطي , لحيازة ترشيح حزبه له للرئاسة الأميركية. في أيلول من ذلك العام بدأت الألسنة ومعها وسائل الإعلام الأميركية, تذكر أن مقاطع من خطب بايدن في حملته الانتخابية إنما هي مقتطفات مقتنصة من خطب بعض ساسة آخرين, أمريكيين وبريطانيين, واشتد اللغط بين يدي الهيرالد تريبيون 17/9/ 1987تتحدث مقالة في صفحتها الأولى عن أن سمعة بايدن الصاعدة كخطيب مفوه أخذت تشوبها شوائب الظن عليه بسرقة تعابير من خطب غيره.‏

الأدهى من ذلك- كما تقول مقالات أخرى- كان اقتباس بايدن عدة أسطر شاعرية من خطاب لكينوك, الزعيم العمالي البريطاني, وكان في الحزب الديمقراطي المنافس لبايدن على الفوز بترشيح الحزب هو دوكاكيس.‏

وقام أحد العاملين مع دوكاكيس بتوزيع محدود لأشرطة تسجيل خطابي بايدن وكينوك, كان التوزيع محدوداً كما قلنا, لم يشمل إلا أقطاب الحزب, إلا أن النتيجة كانت باهرة, في 22/9/1987 أعلن بايدن انسحابه من معركة الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي, وكان عفيفاً في خطاب انسحابه ,فلم يهاجم منافسه دوكاكيس, بل هاجم نفسه, وقال : إنه غاضب من نفسه, فقد ألحق بنفسه ضرراً فادحاً.وطويت صفحة ترشيح بايدن, ولكنه ظل- ولا يزال حتى الآن نائباً عن دويلاور يمارس صلاحياته كشيخ.أما قصته فلعلها أهم قصة فشل سياسي بسبب اعتداء على حقوق المؤلف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية