تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكريات في الفن .. الصحافة الفنية المذيعون والمذيعات (4)

فنون
الأربعاء 27/8/2008
عادل أبو شنب

كان المذيعون والمذيعات في إذاعة دمشق يمثلون مادة ثمينة للصحافة الفنية في سورية, وكان المذيع (أو المذيعة ) يعامل كأنه فنان ربما لقدرة الفنانين في ذلك الوقت ولأن الفن الإذاعي كان يشكل عصب فن الإعلام الناشئ في ذلك الوقت.

وأذكر أنني شخصياً أسهمت بكتابة تحقيقات وريبوتاجات عن مذيعين ومذيعات التحقوا بالإذاعة عن طريق المسابقات التي كانت تجريها هيئة الإذاعة لتقييمهم, وذات يوم من خمسينيات القرن الماضي لاحقت مسابقة من هذا النوع ونشرتها في مجلة الجندي الذي كان يشرف على رئاسة تحريرها المرحوم نشأت التغلبي, وقد ركزت على شاب قادم من حمص هو الاستاذ مروان شاهين الذي كان قد تخرج من الجامعة السورية حاملاً الليسانس في الفلسفة, فكتبت عنه متنبئاً بنجاحه لغزارة معلوماته وحسن خلقه, ونجح وتعين مذيعاً في الإذاعة, ثم اختير عندما بدء باختيار العناصر للتلفزيون من بين الشبان الذين نهض التلفزيون السوري بجهودهم في مطلع حياته أي عام 1960م.‏‏

من الصعب الآن أن أجري إحصائية عن عدد الإذاعيين الذين مروا على الإذاعة منذ إنشائها لكن ليس من الصعب القول: إنهم عوملوا معاملة الفنانين في الصحافة الفنية, ولوحقت أخبارهم, ولم يعتم عن أحد منهم, وأذكر على سبيل المثال وكما أفرزت ذاكرتي أسماء فؤاد شحادة وعادل خياطة اللذين رحمهما الله وعبد الهادي البكار الصديق الذي أخذ من ركن الطلبة عام 1950 وعين مذيعاً في الإذاعة ,. فظل خلال ليلة كاملة يقول مغيراً نبرة صوته بجملة (هنا دمشق).. ليتدرب على قولها عندما يقف حقيقة أمام المايكروفون, ومن المذيعات أذكر الراحلة ذات الصوت الذي لا يماثله صوت عبلة الخوري, ثم إحسان المحمودين شفاها الله وإحسان بيات ولمياء شعاع وسكينة نعمة وغيرهن ممن تركن بصمة على أثير إذاعة دمشق.‏‏

وهنا لا بد لي من ذكر بعض الذين جاؤوا من الصحافة المطبوعة إلى الصحافة المسموعة, فأحدثوا انقلاباً في طرق ومخاطبة الجماهير, ولا أقدر إلا على ذكر الصديق نذير عقيل الذي جاء إلى الإذاعة من العمل الصحفي, فأبدع وخط للإذاعة تقاليد في البث المباشر لا يزال يعمل فيها حتى الآن, كل هؤلاء أضاءت الصحافة الفنية جهودهم وأبرزتها وركزت عليها, ويا حبذا الوئام الفني بمثل هذا الجانب من الفن أعني الصديق أحمد بوبس الذي جمع كل ذلك في كتاب أو مؤلف يحفظ ذكرى للأجيال القادمة‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية