ولن تتوانى في اي وقت تتعرض فيه للخطر من قبل اعدائها العرب، لن تتوانى عن القيام بمثل هذا الفعل دفاعا عن سلامة أراضيها، اذا ما واجهت خطراً حقيقياً حيالها».
قائل هذه العبارة بتاريخ 2 حزيران عام 1981، لم يكن رجلاً عادياً، ولم يكن حضوره في الساحة السياسية الدولية حضوراً عابراً، بل كان صاحب رؤية واضحة وقارئاً فذاً لمجريات الأحداث في المنطقة العربية عموماً وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، ومن هنا كانت عبارته تلك رداً صريحاً على ميناحيم بيغن.
حتى العام 1981، وكما هو معروف، كانت معاهدة كامب ديفيد المشؤومة قد قطعت أشواطاً لا بأس بها، وإن لم تكن قادرة على تحقيق الحلم الذي طالما راود وكان يراود الرئيس المصري أنور السادات منذ العام 1978 سنة توقيع المعاهدة المذكورة وبكل أطيافه.
وفي السياق المتصل، اعتبر المستشار كرايسكي تصريح بيغن بمثابة إنذار بحرب عالمية ثالثة في حال كان بيغن يعني معاني كلماته التي تبجح بها أمام وسائل إعلام عالمية، وبطبيعة الحال هو كان لا بد يعني، حقاً، معانيها وذلك بغض النظر عن قناعة كرايسكي يوم سمع بالتصريح وعقب عليه بقوله إنه تهديد وقح.
الى ذلك، وحتى أيامنا هذه، تبقى هذه العنجهية الصهيونية ظاهرة أمام أنظارنا على أرض الواقع، ولم تختلف من حيث مضامينها منذ أيام ميناحيم بيغن وصولاً إلى زمن بنيامين نتنياهو مروراً بكل قادة الحركة الصهيونية لا في داخل الكيان الإرهابي الصهيوني فحسب بل حتى خارج هذا الكيان، وبدعم غير خاف على أحد من قبل الدوائر الاستعمارية في الغرب خصوصاً، والمرتبطة بشكل أو بآخر بها سواء أكانت مسيَّرة أم مسيِّرة، وتبقى عبارة برونو كرايسكي حاضرة في الساحة السياسية إلى زمن غير محدود.