ماذات وماذات على رف البال وعتبة اللحظات.. وهذه الماذات ليست شبيهة بماذات المطاعم والمقبلات التي تسبق الوجبة الرئيسية.
الزارعون أشواقاً في هذا الوقت الوطني جداً والمتعب لابد أن محصولهم الشوق الوطني والعلاقات الوطنية الصافية، رغم العكر والبؤس واليباس الذي تبثه الينابيع الغربية وملاحقها في الشرق الإعلامية والدينية الوهابية والصهيوتخريبية.
والنساء السوريات زارعات حاذقات فنانات، لا يتوقفن عن أن يكن السيدات والبطلات في درء خطر اليأس عن أحلام الأبناء.. ويدرأن القهر، رغم ضخامة مقدراته وكثافة حضوره.. شكراً والتحية لبزوكن وشروق شمس أنوثتكن التي لا تقبل مهادنة السقطة في العتمة والخوف.. ولا تقبلن التآمر على بهاء ما عندكن من حب وحنين وسطوع كرامات.
أنوثات بالعامية والمحكية لكنها لا تسمح للفشل أن يتسلى بقدرها ولا تمرر الأذى والأزمات إلى مزارع الوجدان، بل أنوثات تتحدى القيظ وتمد الظلال الروحية الوارفة.. أنوثات على قدر كبير من الشوق وعلو الهمة وعلى قدر كبير من صون الحلم الوطني.. كل سورية معنية هذه الأيام بكتابة وطنها على سطر القلب وأعلى الفؤاد، كيلا يصيبه النسيان بالصدأ، لأن النسيان داء الصدأ كما الفلتان العشقي آفة الوفاء وعلة العهوديين المشتاقات والمشتاقين.
والسوريون جميلون بما يكفي ويفي برعاية المتبقي من عناقيد كراماتهم واشتياقهم.. ويعتصرون من الحزن حزناً معتقاً يتبادلون أنخابه، كي تصفو بالأحزان آمال وأحلام.
رجال ونساء ودعوا وودعن شجرات القلوب وأقمار الحكايات والحياة وإلى اللحظة يشربون خمر الحزن بمذاقه الوطني، كي يبقى المذاق مذاقاً، وكي تحيا الكرامة كما ينبغي كرامة.
من غير الوطن يصبح المحبون لاجئي محن.. وهل ألعن حالاً وأوجع مآلاً على الرجل أو المرأة أنهما لاجئا محنة ولاجئا قلة وطن وقلة كرامة وقلة بقاء.
الوطن أرقى ما عند الحياة من بقاء.. ودونه البقاء ناقص ومشلول وفاقد الصلاحيات.
في أحسن الحالات الأشواق ليست للبطر والتبجح وشوفة الحال: هي عندها أشواق، وغيرها ليس عندها، وهو مالك أشواق وناطق رسمي باسم مملكة شوق وامبراطوريات مشتاقين وأمارات مشتاقات وغيره فقير أشواق.. وفي الأزمات أكثر وأكثر الأشواق بناء روحي مضاد للهزات والزلازل الاصطناعية.
نحصل العديد من الأشواق ليس للتفاخر والطمع بل للأمان الوطني والتواصل الوطني، لأننا من دونها نصير كالبراري والقفار تحدنا اليباسات ويحكمنا الغبار.
في عز الفقد والقلة نتذوق كسرة عزاء وطني ورجاء وجداني وطني يشبه أمجادنا الصحيحة المجردة من أحرف العلة.
(نُموّن) شوقاً وطنياً لمواجهة الفاقة التي يصدرها لنا الفكر المزيف والعقل المشغول بأساليب التزوير وأحوال التدوير والاحتيال الفكري والنصب الإعلامي.. زمن أميركي وصهيوتخريبي ونفطي انحطاطي وفكري تكفيري وقتلي و.. و..
زمن هذه شاكلته وحالته ويجاهر بقباحاته وأمراضه وطفحه الجلدي والعمقي.. ماذا نقول في وجهه غير أن نحترم أشواقنا ونعتز بوجداناتنا؟!
وماذا نبصق في وجه هكذا زمن وكفر وخداع سوى أن نكون إلى جوار كرامتنا وأرض قناعاتنا المزروعة بأشجار الحياة المثمرة ثقة بالمحاصيل رغم ضخامة الهجمة والهمجية والكلاب المصابة بداء السعار..؟!