تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد نصف قرن من الزواج .. !

مرايا اجتماعية
الخميس 13-9-2012
ما أسرع مرور الزمن، خمسون عاماً انقضت وكأنها بدأت بالأمس القريب ، ماذا تقول المرأة بعد مرور خمسين عاماً على زواجها،

وكيف ترى الرجل الذي قضت معه أحلى سني عمرها، وكيف هو الآن رأيها في الزواج؟ هل تغيرت نظرتها إليه في خريف العمر؟‏‏

السيدة أم حسان «70 عاماً»: مرت الأعوام سريعاً لكني بعد انقضاء هذه الأعوام أتمنى لو يعود بنا العمر لأعيش معه حياة ثانية، فليس هناك أجمل من وظيفة للمرأة من كونها زوجة وأماً كنت أحب بيتي كثيراً وأحنو على زوجي وأولادي وأرى اليوم في حفيدي وجه ابني الأكبر وأرى فيه صورة والديه، صورة حياتنا تبدأ من جديد.‏‏

نجاة المعلم «69 عاماً» : إن أصعب شيء على الفتاة في بداية حياتها خوض تجربة الزواج، فهي غالباً ما تكون الأصغر والأقل نضجاً، فأغلبية الفتيات يبدأن حياتهن بصعوبة حتى وقت قد لايكون قصيراً حتى يستطعن الاعتياد على عادات الزوج والحياة الزوجية، كما أن المرأة تتحمل العبء الأكبر في اكتشاف الأسباب والدوافع التي توفر الحماية لسفينة الزواج وتحول بينها وبين الارتطام بالصخور والغرق، فالزوج هو المحرك لهذه السفينة، أما الزوجة فهي الدفة التي توجهها إلى بر الأمان.‏‏

سميرة الترزي «68 عاماً»: لقد علمتني تجربتي مع زوجي على مدى هذه السنين أشياء كثيرة لا يمكن للمرأة أن تتعلمها إلا في هذه المدرسة مدرسة الزواج.. مدرسة الحياة. تعلمت كيف أدرس زوجي ، كنت أدرس طباعه وميوله ومزاجه دون أن أجعله يشعر بذلك حتى أستطيع أن أنفذ إلى أعماقه وأضع إصبعي على مواطن ضعفه .‏‏

وتضيف السيدة سميرة: لقد تعلمت كيف أستمع إلى حديثه ، كيف أنصت إلى أفكاره وهو يترجمها لي، تعلمت كيف أسكت، كيف أمسك لساني عن إخراج الكلمة الجارحة التي قد تحول المناقشة إلى معركة، كنت أحترم عمل زوجي فقد تعلمت أن المرأة عندما تتزوج الرجل تتزوج معه وظيفته وعمله وهوايته لأنها فقط عندئذ تستطيع أن تحبه، تستطيع أن تساعده وتستطيع أن تصبح زوجة وشريكة له في حياته.. لم نشعر بالفراغ إلا عندما كبر الأبناء وتزوجوا وتركوا لقد أحسسنا بالوحدة والوحشة، ولكن ما لبثنا أن اعتدنا ذلك وعدنا من جديد لاكتشاف أنفسنا، إنني سعيدة بحياتنا في شيخوختنا، إنها حياة هادئة ممتعة لا يعكر صفوها سوى شعورنا باقتراب اللحظة التي لابد لنا فيها من الفراق ، فنحن لم نعتد الفراق أياماً في حياتنا فكيف به إذا كان أبدياً.. ليتنا نستطيع أن نرحل معاً كما عشنا حياتنا معاً..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية