يبدو الأمر سهلاً إذا كانت من النوع المرن الذي لا يكثر التدخل وإطلاق عبارات تزعجك، لكن ماذا لو كانت من صاحبة العبارات الملغمة التي لا تطيقين سماعها، وكيف ستكون علاقتكما.. مبنية على الاحترام أم بمثابة جحيم؟..
تعتمد العلاقة بين الكنّة وحماتها على الأسس التي تبنى عليها العلاقة منذ اليوم الأول من الارتباط العائلي.و التعايش بينهما يتسم بالتعقيد والحساسية والغيرة المتبادلة. وهناك جمل رئيسية تقولها أي حماة في العالم ولا تحبها الكنّة، فما هي هذه الجمل أو التعليقات، وكيف تتصرفين حيالها؟..
-هو يقوم بكل شيء..!
طبعاً ما تعنيه الحماة هو أن كنّتها كسولة ولا تفعل شيئاً. إنه شعور الأم وحنانها تجاه ابنها.و بعض الحموات يحاولن دائماً إشعار كنّاتهن بالذنب والحط من عزيمتهن، وإفهامهن أنهن مقصرات دائماً، ولا يقمن بواجباتهن المنزلية. والغاية من هذا التعليق عدم إعطاء مجال لك للشعور بأن دورك كبير في حياة زوجك. ويجب أن تتفهم الكنّة ذلك ولا ترد على حماتها، لأن الرد سيجلب المزيد من النقاش الذي يكون في معظم الأحيان عقيماً بينهما.
-ابني لا يأكل كما ينبغي..!
وعادة ما تكمل الحماة جملتها بالقول إن ابنها ينحف، ويتناقص وزنه لأنه ليس هناك مَن يطبخ له. هذا التعليق المثير للأعصاب غالباً ما توجهه الحماة للكنّة العاملة. وتقصد به في الحقيقة أن على كنّتها ترك وظيفتها والتفرغ لخدمة ابنها. هنا يجب أن تسيطر الكنّة على أعصابها لأن أي نقاش سيسبّب مشكلة ربما تنتهي بالفعل إلى تركها لوظيفتها إذا أقنعت الحماة ابنها بالضغط على زوجته للبقاء في البيت والتخلي عن الوظيفة.
-المصاريف تكثر..!
عادة ما تقول الحماة جملتها هذه بطريقة غير مباشرة. فعلى سبيل المثال تقول: كم جميل هذا الفستان الذي اشتريته، إنه غالي الثمن، أليس كذلك؟، يُفهم من هذه الجملة بالطبع أن الكنّة صرفت أكثر من اللازم لشراء فستان جديد، علماً بأنها ربما اشترته بعد أن اهترأ ثوبها الذي كانت ترتديه كل يوم. في هذه الحال يمكن ألا تجيب الكنّة على هذا التعليق أو يمكنها القول إن الفستان الذي اشترته ليس غالي الثمن وأن تريها فستانها القديم المهترئ، والحماة التي يصدر منها مثل هذا التعليق تعتبر «حشرية» تتدخل في ما لا يعنيها. لكن يمكن أن يكون هناك جانب إيجابي في التعليق من حيث حرصها على الوضع المالي لك ولابنها.
إن كل تعليق سلبي للحماة يمكن أن يفسر من قبل الكنّة على أنه غزو للمساحة الشخصية للزوج والزوجة وقمع لحريتهما الشخصية، وكنتيجة لذلك، فإن علاقة الزوجين تفقد توازنها وتتحول إلى صراعات.
والوضع قد يميل للأسوأ عندما ينحاز الابن لأمه، ففي هذه الحالة تشعر الكنّة بأنها مهملة ومرفوضة من قِبل الحماة وشريك حياتها. ومجمل هذا الأمر قد يؤدي إلى انتهاء الحب بسبب الافتقار للاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة من جهة، والكنّة والحماة من جهة أخرى.
والوضع المتوتر بين الكنّة والحماة ربما يؤدي إلى التباعد بين الزوجين أو حتى الانفصال. أما أهم نصيحة للكنّة فهي التفهم والتسامح والصبر. فالابن عادة لا يتخلى عن الأم بسبب الزوجة. فالنساء كثر للزواج، أما الأم فهي واحدة. لذلك يجب أن تتنبه الكنّة لهذه الحقيقة، وتحاول فهم طبيعة تكوين شخصية الحماة لتستطيع التعامل مع تعليقاتها. أما النتيجة الأخرى المحتملة للعلاقة المضطربة بين الكنّة والحماة، فقد تؤدي إلى التباعد بين الزوج وأمه. ورغم أن هذه النتيجة تكون في صالح الكنّة من المنظور القريب، لكن استمرارها سيوتر العلاقة بينها وبين زوجها الذي قد تتغير أحاسيسه تجاه زوجته عندما يفكر بأنها كانت السبب في التباعد بينه وبين أمه.