لإجهاضها ووأدها قبل أن تبصر النور, وهذا ما حدث مع مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان التي أطاحت بها المنظومة العدوانية وحاولت الالتفاف على خطته ذات النقاط الست, وقبل ذلك نسفت كل ما تمخض عن مهمة المراقبين العرب برئاسة محمد مصطفى الدابي من نتائج فضحت زيف وادعاءات المتآمرين .
المشهد ذاته يتكرر اليوم, فقبل شروع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في مهمته الجديدة نجد نفس الجوقة وقد تعالت أصواتها النشاز لتنذر بفشل المهمة حتى قبل أن تبدأ, ونجد اللقاءات التآمرية ازدادت وتيرتها للبحث في كيفية قتل المهمة الجديدة خشية نجاحها, من خلال العمل على تأجيج الأوضاع أكثر, وزرع المزيد من العراقيل والألغام في طريق الإبراهيمي كي لا يصل إلى أي نتيجة, لأن إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية يعني هزيمة كبرى للمشروع الصهيو-أميركي في المنطقة, وهذا يعتبر من الخطوط الحمراء لأركان منظومة العدوان والتآمر .
ومن هنا فان الإبراهيمي مطالب بقراءة واقع ما يجري بصورة موضوعية بعيدة عن كل أنواع الابتزاز, والأسباب التي أدت إلى فشل سلفه أنان في حل الأزمة يجب أن تكون حاضرة في الحسبان, لأنه بحال استمرار الدول الاستعمارية وأدواتها الرخيصة في المنطقة بتقديم المال والسلاح للمجموعات المسلحة, وتحريضها المتواصل على عدم إلقاء السلاح والامتناع عن الإصغاء لصوت المنطق والحكمة, فان الأمور ستزداد تعقيدا, وعندها سيكون مصير مهمته كما يريدها أعداء سورية الذين لا يريدون أي حل يعيد الأمن والطمأنينة للشعب السوري .
سورية رحبت بمهمة الإبراهيمي, وبكل مبادرة يكون أساسها احترام وحدتها وسيادتها واستقلالها, وقرارها الحر المستقل, ولكن الأعداء يعملون في المقابل على إفشال أي مهمة أومبادرة حل لا تكون وفق مقاسهم الاستعماري, وهم يراهنون الآن على اغتيال مهمة الإبراهيمي وتحميل سورية المسؤولية الكاملة, لكسب المزيد من الوقت لإعداد سيناريوهات جديدة تحقق لهم ما عجزوا عن تنفيذه في السابق, ولكنهم دائما يخطؤون في حساباتهم وتقديراتهم, ويتجاهلون أن الشعب السوري قد خبر مؤامراتهم ومكائدهم, وسيبقى لهم بالمرصاد, كي تبقى راية سورية عالية خفاقة.