قصص وحكايات مؤلمة عاناها الاهالي وسردوها واعينهم قد اغرورقت بالدموع فالإرهابيون لم يرأفوا بحالهم ولم يرحموا أطفالهم بل سرقوا افراحهم واحلامهم وحولوا المدينة الى بوابة للموت المحتم يدخلون منها مع اسلحتهم الفتاكة لقتل السوريين.
توقيف احد العائدين الى المدينة بدأ رواية ما عاناه من تصرفات الاررهابيين الاجرامية الدموية بقوله حولت حياتنا إلى جحيم وأجبرتنا على ترك منازلنا بعد أن روعت أطفالنا ونساءنا لافتاً الى ان الارهابيين سعوا للسيطرة على المدينة وقتل الحياة فيها بغية تحويلها إلى مركز لنشاط الارهابيين القادمين مع أسلحتهم من الحدود اللبنانية المتداخلة مع المدينة التي لم تكتف يد الارهاب بتخريب تعايشها وتهجير أهلها بل طال اجرامها كل شيء حي كما يؤكد جار توفيق ذلك وهو يتفقد منزله الذي أجبره المسلحون المرتزقة على الخروج منه لاتخاذه وكرا بسبب موقعه الاستراتيجي القادر على تسهيل مهمتهم لاستهداف قوى الجيش وأهالي البلدة المطل عليها.
صوت أزيز الرصاص لايزال في اذاننا، هي العبارة المشتركة بين جميع العائدين للمدينة الواقعة بالقرب من جبال لبنان الغربية جنوبا وهم يروون فظائع ما ارتكبه الارهابيون الغرباء في تلكلخ من عمليات قتل وخطف للشباب وسرقة لارزاق العائلات التي فرض عليها دفع مبالغ مالية وتأمين مستلزمات المسلحين الغذائية والطبية قبل أن يتم اتخاذ بعضهم دروعا بشرية تحصن بها الارهابيون في مدينة باتت مشاهد الدمار والخراب في بيوتها تروي دون كلام قصصا وحكايات مؤلمة عما عاناه الاهالي خلال الفترة الماضية من ظروف قاسية تحت وطاة الارهاب.
صفو وهدوء المدينة كما كان وحتى البسمة المرتسمة على ثغور الاطفال اختطفتها يد الارهاب فقد أصبح لكل قصة غصة هذا مايؤكده اهالي تلكلخ الواقعة على بعد 45 كيلومترا إلى الغرب من مدينة حمص فعلى جنبات الطرق تجمعوا وشرع البعض منهم في سرد مآسيه وما طاله وممتلكاته من أعمال قتل وترويع وتخريب وخطف في حين ان البعض الاخر قد اغرورقت عيناه بالدموع على فقد الاحبة.
لم يكن أهالي تلكلخ وريفها في يوم من الايام يعرفون معنى للقتل أو ما شابه يقول أحدهم فأعمال التدمير والحرق طالت الممتلكات الخاصة والعامة وحتى المدارس لم تسلم بدورها فبعضها أحرقت والبعض الاخر استخدمت كأوكار للارهابيين الذين لم يرحموا البشر ولا الشجر في هذه المدينة التي تتداخل قراها مع الحدود اللبنانية التي أصبحت بوابة للموت المحتم يدخل منها الارهابيون والمرتزقة مع اسلحتهم الفتاكة لقتل الشعب السوري.
يضيف اخر بحرقة تقاسمنا مع اخوتنا اللبنانيين على مر السنين هموم الحياة سوية، الافراح والاحزان, لم نؤذ أحدا منهم في يوم من الايام ولم نرسل الارهاب والسلاح لهم أو إلى أي بلد شقيق جار متسائلا لماذا يسمحون بدخول ومرور قتلة أطفالنا وسارقي أحلامنا ونحن أهل وأخوة وتربطنا معهم علاقات وروابط أسرية متينة.
وتكتسب تلكلخ الحدودية طابعا خاصا لتداخلها مع الاراضي اللبنانية وهو ما يسهل تهريب الاسلحة والمسلحين عبر الحدود من خلال التسلل من الطرق والمعابر غير الشرعية المستخدمة سابقا للتهريب وخاصة بالقرب من النهر الجنوبي الكبير الذي يتجاوز طوله حوالي 65 كيلومترا.
ولم يمنع الجمال الاستثنائي لمدينة تلكلخ وقراها المتربعة في الجبال العالية النابضة بروح الحياة المستمد من اخضرار سهولها وعذوبة انهارها وطيبة سكانها من ان تطالها أيادي الارهابيين الذين لم يرأفوا بما وهبها الخالق من روعة وتفرد فرائحة الموت لا تزال تعبق حتى من الحجر على امتداد اشجار الزيتون والزعتر البري وعبير التين الزكي لتروي مآسي الاحبة, فالتجوال الطويل في معظم انحاء المدينة وقراها وسهولها كشف مدى معاناة الاهالي من اعمال الارهابيين فأينما اتجهت استوقفتك قصة من صغير أو رجل أو جمعة نساء يحكين جل مصابهم لبعضهن.
قوات جيشنا الباسل التي تعمل للقضاء على ارهاب المجموعات المسلحة واعادة الامن والامان للمدينة كان لجهودها وتضحياتها كل التقدير والشكر من أهالي تلكلخ المصممين على اعادة بناء ما خربه المرتزقة فالبعض منهم وبفضل دخول قواتنا الباسلة للمدينة وبعض القرى تمكنوا فورا من فتح محالهم بعدما اغلقها المسلحون عنوة تحت التهديد.
واكد الاهالي ثقتهم بقواتنا المسلحة التي استبسلت في الذود عن حياض الوطن حتى تبقى رايته خفاقة في وجه المتامرين.
قصص جد مؤلمة استمعنا لها من الاهالي عن اجرام المسلحين فثمة من فقد عزيزا ما بين ابن واخ وقريب ومنهم من احرق داره أو تعرض لعملية ابتزاز لدفع فدية لاطلاق سراح مختطف يخصه وهناك من هدد بالقتل ان لم يخرج في تظاهرات وقدم المساعدات لهم، وغيرها من القصص التي يتمنى الاهالي نسيانها لاعادة حياتهم كما كانت مع تأكيدهم على ضرورة استمرار تواجد أبطال الجيش العربي السوري لدحر من تبقى من الارهابيين و التصدي لكل من يفكر بالعودة لارهاب أهالي المنطقة أو اتخاذها مرتعا لاعمال الاجرام والتخريب كي تبقى المدينة مدينة للسحر والجمال والمحبة.