وكغيره من الاحياء يقوم طبب على تركيبة من مختلف خيوط نسيج المجتمع السوري جاء سكانه من قرى ومدن المحافظات السورية بحثا عن حياة افضل على اطراف العاصمة المترامية لكن المجموعات الارهابية المسلحة وجدت في شوارعه وازقته وبيوته الضيقة المظلمة مكانا محتملا لانتعاش اعمالها الاجرامية يتخفون في النهار ويخرجون في الليل لبث الرعب في نفوس قاطنيه.
عبثا تبحث عن كلمة او عبارة ذات قيمة او معنى في العبارات التي تلطخت بها الجدران والمحلات التجارية في الحي والتي لم تسلم منها حتى بيوت الله عبارات استفزازية تنحدر الى القاع من البذاءة تعكس حقيقة تخلف وجهل كاتبيها.
تقرأ بوضوح عبارة الثورة مرت من هنا او الجيش الحر على جدران منازل خلعت ابوابها ونهبت بالكامل ومنها ما حوله الارهابيون الى مقرات لتعذيب اهالي الحي بعد خطفهم.
واشار المهندس غسان بدوي لسانا الى ان طبب ظل تحت سيطرة المسلحين قرابة الشهرين ورغم ان الجيش دخل الحي في تموز الماضي وطهره من الارهابيين إلا انهم سرعان ما عادوا اليه مجددا وبينهم اشخاص من جنسيات عربية مختلفة حيث اقاموا المتاريس ونصبوا الحواجز ومارسوا كل الافعال الشنيعة من ذبح ورمي الجثث بالشوارع مشيرا الى انهم خصصوا اكثر من منزل بعد تهجير الاهالي للتعذيب وتعليق المشانق وحولوا حديقة بناية الاسكان الصغيرة الى مقبرة انتشلت منها ثلاث جثث تمت تصفية اصحابها بعد تقييدهم.
وشهد الحي حركة تهجير كاملة وتشير اعمال العبث بممتلكات المنازل والفوضى والتخريب التي ارتكبها الارهابيون الى ان الاسر غادرت على عجل ولم تتمكن من توضيب حاجياتها.
واشار سامر محمد الناطور الى ان الاهالي خافوا على ابنائهم فغادروا سريعا وخاصة ان غرباء عن الحي كانوا يقودون مجموعات من الشبان الصغار يخرجون في المساء الى اكثر الاماكن ازدحاما يثيرون الرعب في النفوس ليبدأ اطلاق النار طوال الليل مشيرا الى الاضرار التي ألحقوها بمنزله من تكسير خزان الماء وتحطيم جهاز التلفزيون فيما روى احد السكان الى انه بعد مغادرة الحي بعشرة ايام عاد ليتفقد منزله ليجد فيه اكثر من عشرين مسلحا من اصحاب الذقون الطويلة ويتكلمون اللغة العربية بركاكة وانه نجا بنفسه بعد ان ابدي لهم رضاه عن اقامتهم بمنزله لكن هذا لم يمنعهم من قتل خاله وسلبه سيارته مشيرا الى انه عندما عاد مجددا وجد المنزل على البلاط ولم يبقوا على شيء فيه.
وبعد تطهير الحي مجددا من الارهابيين بدأت الحياة تدب فيه مع عودة بعض الاسر بعد شعورها بالاطمئنان مع وجود الجيش وان كان يعتصرها الالم مما رأت عليه منازلها واشار طلال خضر من الجادة 14 على امتداد حي طبب الى ان الارهابيين حولوا منزله الى مكان للعربدة تاركين وراءهم مجموعة كبيرة من قوارير الكحول بانواعها وابر مخدرة وقال والغصة تكاد تخنقه نهبوا كل شيء لافتا الى ان البناء الذي يسكنه واخوته والمكون من اربعة طوابق تعرض بالكامل للسرقة وما لم يتمكنوا من أخذه لجؤوا الى تخريبه وكسره كما حولوا الطابق الارضي الى مكان لتعذيب المختطفين.