تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الولايات المتحدة تدفع ثمن دعمها الإرهاب والتطرف في ليبيا بمقتل سفيرها وبعض موظفي سفارتها

دمشق
سانا
منوعات
الخميس 13-9-2012
شنت الولايات المتحدة حربا غير معلنة على ليبيا ودعمت الارهاب فيها باسم حرية الشعوب وحقوق مواطنيها ووفرت له كل ما يحتاجه ليجتاحها وأعطت له الفرصة كي ينتشر ويستشري

بما يخدم أهدافها في نشر الفوضى في المنطقة ولكنها دفعت اليوم جزءا من فاتورة هذا الدعم وكان الثمن حياة سفيرها في ليبيا وبعض موظفي سفارتها.‏

فالولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون والاقليميون أيدوا المجموعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم القاعدة لاحتلال ليبيا والسيطرة عليها وقدموا الغطاء الجوي والسلاح والمعدات وأنفقوا الملايين من أجل هذا الهدف رغم أن واشنطن تدرك أن تلك المجموعات التكفيرية وان التقت مصالحها معها في بعض الاحيان لا تعرف للحياة معنى ولا للدين رسالة وارهابها يطول الجميع دون أن يوفر حليفا أو صديقا.‏

فليبيا اليوم تشهد حالة من فوضى التقسيم والانفلات الامني وغياب الاستقرار بفعل انتشار السلاح والمجموعات المسلحة التي لا تنضوي تحت أي قانون ويغلب عليها النزعة المتطرفة وأفكار تنظيم القاعدة الارهابي ما وفر الظروف لمجموعات اندفعت باتجاه مقر القنصلية الامريكية في بنغازي تحت ستار الاحتجاج على انتاج فيلم في الولايات المتحدة مسيء للاسلام لتقتحمها بمختلف أنواع الاسلحة وتقتل السفير الاميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين في السفارة.‏

ويفرض الحادث على الولايات المتحدة ادراك أن الارهاب سيف ذو حدين وأن استخدامه كاللعب بالنار وأن تتخلى عن معادلة الربح والخسارة التي تفضل بمقتضاها أن تربح الفوضى والخراب والدمار والجهل والتخلف مقابل أن تخسر حياة بعض مواطنيها أو مصالحها.‏

فللارهاب والولايات المتحدة قصة طويلة تبدأ بمفهوم الارهاب بذاته من خلال تجنب وضع تعريف محدد له وعدم الاخذ بالتعريفات المعتمدة من هيئات ومنظمات دولية من أجل تقسيمه الى ارهاب حلال عندما يحقق مصالحها ويخدم أجنداتها وآخر حرام عندما يطولها ويهدد مصالحها وحياة مواطنيها.‏

فما جرى في بنغازي ارهاب حرام يستدعي من الولايات المتحدة مكافحته وارسال فريق خبراء أمني تابع لمشاة البحرية الامريكية للتصدي له ولكن اذا اكتفى باستباحة ليبيا وتعريضها لخطر التقسيم والفوضى فهو بداية ولادة الحرية والديمقراطية التي تبشر بهما الولايات المتحدة في المنطقة وتخصص من أجلهما مليارات الدولارات لدعمهم.‏

وبحجة مكافحة الارهاب شنت الولايات المتحدة الحروب واعتدت على دول وحاصرتها ووضعتها على اللوائح السوداء الخاصة بها وحشدت العالم وراء أهدافها وفق المعايير التي تضعها بنفسها والتي تتغير بتغير الزمان والمكان والهدف.‏

وما يجري اليوم في ليبيا ليس إلا استمرارا للابداع الاميركي في نشر الفوضى الخلاقة ودعم الارهاب والمستغرب أن تصدر السلطات الليبية اتهاما لتنظيم القاعدة بالمسؤولية عن حادث قتل السفير الامريكي وهي التي جاءت بسواعد مقاتلي التنظيم وبسلاح حلف الناتو.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية