ففي المغرب التي تعتبر السياحة فيها ركيزة أساسية من ركائز اقتصادها تراجعت بنسبة تصل إلى نحو 30% خلال الربع الأول من هذا العام, متأثرة بتداعيات الأحداث في بعض البلدان العربية وصعود حكومات إسلامية,إضافة لاستمرار الأزمة الاقتصادية الأوروبية وأزمة منطقة اليورو, الأمر الذي دفع العاملين في المجال السياحي وأصحاب الفنادق إلى تشجيع السياحة الداخلية بأن خفضوا الأسعار إلى النصف.
أزمة « ظرفية»
الحكومة المغربية متفائلة بعودة السياحة إلى سابق عهدها في وقت قريب فهي تراهن على الحفاظ على معدلات السياحة المرتفعة المسجلة العام الماضي التي بلغت 9.34 ملايين سائح، وحققت عائدات قاربت 7.5 مليارات دولار ، تمثل نحو 8 % من الناتج الإجمالي المحلي. وقال وزير السياحة المغربي الحسن حداد إن النمو المتوقع في القطاع السياحي العام الحالي يتراوح بين 1 إلى 3 %، وهي النسبة المتوقعة نفسها للتطور السياحي الدولي .
حداد, بين أن الأزمة «ظرفية»مؤكدا أن هذا القطاع سيعود إلى عافيته بعد جلاء هذه الأسباب، فالرباط تواصل برامجها لخطة «سياحة لعام 2020» التي تعمل على مضاعفة عدد السياح إلى 20 مليون زائر، وتحصيل إيرادات لا تقل عن 150 مليار درهم سنوياً (18,5 مليار دولار)عبر بناء 200 ألف سرير مصنّف أربع وخمس نجوم، واستثمار 23 مليار درهم عبر «الصندوق السيادي العربي للاستثمار السياحي» (وصال)،وإنفاق 15 مليار درهم إضافية من موارد «الصندوق المغربي للتنمية السياحية» الذي يسعى إلى حفز الاستثمار الأجنبي في المغرب بهدف تأمين 470 ألف فرصة عمل جديدة، وجعل البلاد ضمن أفضل 20 وجهة سياحية عالمياً.
حاضنة استثمارية
تمثل السياحة في المغرب نسبة 17% من التدفقات الاستثمارية الأجنبية إلى البلاد، بعد الصناعة (21%) والعقارات (19 %). وتساهم تلك العائدات، إلى جانب تحويلات المهاجرين، في معالجة عجز ميزان المدفوعات الذي بلغ في الربع الأول من العام الحالي نحو 49مليار درهم مغربي.
وتمثل السياحة في بلدان الوطن العربي والشرق الأوسط مانسبته 6% قابلة للزيادة إلى 8% من السياحة العالمية في العام 2030, ومن المتوقع أن تنمو السياحة العالمية بين العامين 2010 و 2030 بنحو 3,3 % مع العلم أن عدد السياح في العالم حاليا بلغ نحو مليار سائح ووصلت العائدات التي ضختها السياحة في العالم إلى نحو تريليون ( 970 مليار) دولار,وهذا الرقم مرشح للارتفاع مع تزايد عدد السياح في العالم, تبعا لما صرح به «لوسيا دي باولا» المدير التنفيذي المكلف بالمنافسة في منظمة السياحة العالمية.