فبعد أن فشلت فرنسا في حفر ما اسمته «ممرات إنسانية» بهدف التسلل إلى الداخل السوري تحت الذرائع الحقوقية يترأس اليوم وزير خارجيتها آلان جوبيه حملة تصعيدية مخصصة لإفشال خطة انان ووضع حد لها لايتجاوز الخامس من آيار القادم حيث يغدو بعد ذلك التلويح بالفصل السابع وما يمكن للمتآمرين أن يتخذوا من إجراءات بموجبه، آخر فصول المؤامرة على سورية وآخر فرصة لانعاشها قبل الدخول الأميركي والفرنسي صراع الانتخابات وانشغاله في معركتها مايجعل من التسعين يوماً المدة المحددة التي أعطيت للمراقبين الدوليين في سورية لتقديم تقريرهم النهائي حول الأوضاع فيها مطباً ستصطدم به أميركا وحلفاؤها في توقيت لايتناسب ومارثوناتها الرئاسية الأمر الذي دفع بعض الأطراف العربية والدولية إلى عقد اجتماعات استثنائية وإطلاق تصريحات معرقلة للمهمة الأممية من كل حدب وصوب قبل أن تطأ أقدام الدفعة الثانية من بعثة المراقبين الأراضي السورية.
فاليوم تخترق خطة انان بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل المسلحين وبتصعيد إرهابي هستيري يلجأ لسلسلة من التفجيرات المترافقة مع تصريحات سياسية لاتقل إرهاباً عنها، وبتهريب مكثف للسلاح إلى سورية لايوفر براً ولابحراً .
واليوم أيضاً كما دائماً يخترق أي سعي لحل الأزمة في سورية لأن المطلوب أميركياً وأوروبياً وصهيونياً وبحكم التبعية خليجياً... المطلوب عدم النهوض السوري وإغراق سورية بالدماء ومصادرة قرارها، و أي توجه خارج هذا المطلوب محكوم عليه كما حكم على تقرير بعثة الدابي وكمايراد لبعثة انان أن تدفن حية.
سعي وحيد لايمكن خرقه أو اختراقه هو سعي السوريين إلى مستقبلهم تسجله كل يوم وكل لحظة دماء شهدائنا وزغاريد أمهاتهم ويسجله أيضاً الصمود السوري الذي فاق عنان من أطلق العنان لخيالاته بأن سياساته من الممكن أن تمر من هنا .