تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدول الصاعدة ... واستحقاق رئاسة البنك الدولي

 بقلم: جان لويس ساربيب
لوموند
ترجمـــــــــــة
الأحد 29-4-2012
ترجمة : سهيلة حمامة

عقب استكمال إنشاء مؤسسات تابعة لـ«بريتون وودز» تم الاتفاق ضمنياً بين الأميركيين والأوروبيين على ضرورة استلام شخصية أوروبية الإدارة التنفيذية لصندوق النقد الدولي ، تقابلها شخصية أميركية يعهد إليها رئاسة البنك الدولي ... وإذ ذاك والأمور تسير بشكل لائق ولم يحدث قط أدنى خرق للقاعدة المتفق عليها أو الإخلال بشفافية عملية تسمية القادة في كلتا المنظمتين ....

غير أن تغييراً واضحاً اعترى الأمور كرد صريح على طلب رسمي كانت تقدمت به مجموعة العشرين مؤخراً يرمي إلى حتمية إجراء انتخابات علنية ليسارع المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي لسن قوانين جديدة تفيد بأن الترشيح لرئاسته سوف يتم عبر قاعدة عريضة من المرشحين وتتسم بالشفافية القصوى عند عملية التسمية الأخيرة ، وبالفعل وللمرة الأولى في تاريخ البنك الدولي ، سوف يتحتم على المديرين الإداريين في الأيام القادمة تقديم لائحة ترشيح لثلاث شخصيات تم اختيارها بداية في جلسة استماع،وهكذا استبعدت تسميات سابقة كان فرضها وبشكل أحادي جورج بوش وهي : روبرت زوليك وقبله بول وولفيتز... لكن لابد من التنويه إلى عدم كفاية الإجراءات الحالية المتبعة في إعداد لائحة الترشيح المكونة من ثلاثة مرشحين فقط يمتهنون إدارة التنمية بحرفية عالية ....‏

لكن تسمية هؤلاء تستند جزئياً على جنسياتهم المختلفة دون الاستناد بدقة إلى المعايير المؤهلة لانتخاب رئيس للبنك أو للصندوق الدولي ، والمفترض بها أن تعكس التحديات التي تواجه كلتا المؤسستين الماليتين المهمتين ....وعليه يفترض بالشخصية المرشحة لرئاسة البنك الدولي التمتع بكفاءات عالية تؤهله لحل القضايا الخاصة بهذه المؤسسة ، إلى جانب ابتكار مقاربات لقضايا التنمية الاقتصادية والبشرية في الدول النامية وتلك الأشد فقراً ، وحث الاقتصاديات النامية لمزيد من الديناميكية والفاعلية ، وابتكار حلول لقضايا الخير العام ، وحسن الإصغاء والأخذ بمشورة الدول الأعضاء المهمين والمؤسسين لهذه المنظمة الدولية ....‏

فضلاً عن ضرورة إلمامه بإدارة الموظفين ، واستحواذه على أهداف سياسية ، وحسن الاتصال والجرأة الكافية في اتخاذ القرارات ، وإشاعة الثقة من خلال معرفته العميقة بالتنمية ....‏

حقيقة الأمر أن هؤلاء المرشحين بإمكانهم تلبية معظم المعايير اللازمة وهم على التوالي : الأميركيJim yong kem ،خبير في المنظمة العالمية للصحة،وإدارة الخدمات الطبية في البلدان الأشد فقراً ... إلخ‏

الكولومبي : JOS-e Antono ocamo :باحث اقتصادي شهير خبير فذ في التنمية داخل أميركا اللاتينية والعالم أيضاً ، وزير للمالية في بلاده ، ثم سكرتير عام لمفوضية الأمم المتحدة في أميركا اللاتينية وسكرتير عام مساعد في الأمم المتحدة...‏

النيجيري: السيدة Ngozi okonjo Iweala خبيرة في التنمية الاقتصادية في بلادها ، حائزة على حقائب وزارية متعددة ... تدرجت في كل المراتب الإدارية في البنك الدولي ، وقد تكون أول رئيسة أنثى لهذه المؤسسة المهمة....‏

وتبقى الخيارات مع ذلك صعبة علماً أنه ليس بوسعنا إغفال أو التنكر للمزايا المتعددة التي تمتلكها هذه السيدة الأرجنتينية والملبية تماماً للمعايير المطلوبة خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها اقتصادات وطنية كثيرة وسط تبعات كثيرة ومختلفة للأزمة العالمية الراهنة ... وعليه فإن خبراتها في مجال القضايا التنموية ، وإدارة مشاريع التنمية الزراعية والصحية والتربية ، والبنية التحتية فضلاً عن معرفتها الخاصة بحيثيات البنك الدولي وطرق تحفيز فعاليته ، وهذه المهارات الفائقة لا بد وأن تؤهلها للفوز برئاسة هذه المؤسسة ، حسبما يتوقع المراقبون ...‏

وبالطبع دون محاولة الانتقاص من المزايا الاستثنائية التي يتمتع بها زملاؤها المرشحون ... وبالتأكيد لن نتجاهل التصويت المؤثر لكل من الأوروبيين والأميركيين معاً وقدرتهم بالتالي على فرض خياراتهم كعادتهم ، ولكن لابد من تذكير هؤلاء بوجوب التحقق بأن العولمة وبروز إقتصادات نامية قوية قد غيرت من قواعد اللعبة وبشكل مؤثر ... يبقى أن نقول بأن استمرار الأميركيين والأوروبيين في انتهاج منطق واحد «لتسوية خلافاتهم الصغيرة والضيقة »السابقة ورفض الشفافية التي طالما أوصوا بها بأنفسهم ، هذا الأمر سوف يفضي في النهاية إلى إلحاق الأذى بفاعلية هذه المؤسسة الدولية المهمة لجهة التحكم بالعولمة لصالح الجميع.‏

نائب رئيس سابق للبنك الدولي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية