ينوي مدير المتحف حرق ثلاث لوحات كل أسبوع, وذلك ضمن إطار مبادرة أطلق عليها اسم (حرب الفن) بهدف الاحتجاج على إهمال الحكومة الإيطالية للثقافة. وضمن هذه المبادرة, أقدم انطونيو مانفريدي في شهر آذار على تحطيم لوحة يملكها المتحف أمام العامة, وكان لهذه اللوحة شرف العرض ضمن بينالي البندقية. ويقول مؤكداً: «إن متحف البلدة يشابه عملاً اجتماعياً. ويتعين على الفن أن يسهم في دفع عملية تطوير وتنمية منطقتنا في الجنوب الإيطالي, ومواجهة الفن للمشكلات الاجتماعية على الأرض. ولم تقدم لي أي مؤسسة محلية أو إقليمية أو وطنية أو حتى دولية دعماً في خطوتي تلك, الأمر الذي شكل بالنسبة لي مشكلة رئيسية».
هذا ويخوض انطونيو مانفريدي حرباً ضد خصم ليس أقل شأناً من الدولة الإيطالية, إذ إنه وخلال عرضه معرضاً ضد الكامورا (نوع من المافيا عرفت بداياتها في مدينة نابولي) واجه وحده الترهيب والتهديد. ونفس الحال عندما افتتح معرضاً استعادياً حول الفن الأفريقي, فقد تم تعليق دمية سوداء فوق بوابة المتحف. وتلك رسالة لا لبس فيها «علينا أن نفهم أنه وعلى بعد مئة متر من المتحف ثمة المئات من الأفارقة الذين يأتون من لامبيدوزا والذين يتم استخدامهم كعبيد في القرى. وعندما أقدمهم بصفة فنانين على المستوى العالمي, وليس بصفة عبيد, فهذا لن يروق للكامورا التي تقوم بنفسها بهذه التجارة غير المشروعة».
وفي هذا الخصوص, لا شك أن الترهيب والتهديد ونقص الموارد قد أعيوا صبر مدير المتحف في السابع عشر من نيسان: «انتظرت طيلة اليوم وحتى آخر ثانية أي إشارة أو لفتة من قبل المؤسسات قبيل إضرام النار باللوحة, ولكن لم يحدث شيء من هذا القبيل, ولا حتى اتصال هاتفي, ولذلك وبدافع من الغضب والانفعال ضحيت بأول عمل من المجموعة الدائمة في المتحف». ومن المقرر أن يقوم في الثامن عشر من الشهر الجاري في الساعة 18 بحرق لوحة للفنانة روزاريا ماتارس, وهي فنانة من نابولي ويشير انطونيو مانفريدي قائلاً: «هناك الآلاف من الأعمال الفنية في المتحف, وسوف أقوم بحرقها جميعها إن اقتضت الضرورة» مؤكداً أن مئتي فناناً أعطوه موافقتهم على حرق أعمالهم. ويقول في هذا الصدد: «هدفي هو إثارة ثورة الثقافة, ووضع حد لنظام يقوم, تحت ذريعة الركود, بتدمير الشيء الوحيد الإيجابي في البلدة, وهو الثقافة. أتمنى أن تتخطى الثورة إيطاليا وتمتد لتنتشر في جميع أنحاء أوروبا». وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإيطالية لا تخصص للشأن الثقافي سوى 0.21% من ميزانيتها, في وقت يعتبر التراث الثقافي الإيطالي واحداً من أثرى تراث في العالم.