تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ألكسندر أليتشيفسكي كاتب روسي من جيل جديد

فضاءات ثقافية
الأحد 29-4-2012
ألكسندر إليتشيفسكي (مواليد 1970) شاعر وكاتب روسي معاصر وأحد الأدباء الروس الشباب من الجيل الجديد الذي أكد في الآونة الأخيرة موهبته وقدرته الإبداعية ليس لكونه حائزاً على جائزتي «بوكر الروسي» و»الكتاب الكبير» الروسيتين في مجال الأدب فحسب, بل ولأنه يصبو الى أن يعكس في مرآة الإبداع الواقع الروسي المتباين الأبعاد وجوانبه الفلسفية الباطنية.

من أهم أعماله الأدبية رباعية «جنود فوج أبشيرون» الروائية التي تضم روايات «ماتيس» و»فارسي» و»عالم رياضيات» و»فوضويون».‏

حازت روايته «ماتيس» على جائرة «بوكر الروسي» بصفتها أهم الجوائز الأدبية في روسيا. ولا يروي عمله الأدبي هذا قصة الفنان التشكيلي الفرنسي الانطباعي المشهور, بل يروي قصة باحث فيزيائي روسي قرر تغيير الدم حين تحول إلى شخص مشرد يقاوم بعناد الحياة المعتاد عليها والظلم الاجتماعي بتساؤله الدائم عما إذا كان حياً أو ميتاً. أما ماتيس فهو رمز للضوء الساطع والمستحيل وما يفتقر إليه بطل الرواية في حياته اليومية. وهناك بطل آخر في الرواية وهو موسكو الخفية التي لا يمكن أن يطلع عليها قارئ في دليل سياحي.‏

من بين رواياته التي لفتت انتباه القارئ والنقد الأدبي رواية «عالم رياضيات» وهي قصة ماكسيم بوكروفسكي عبقري في علم الرياضيات روسي الأصل وبروفسور أميريكي حاز ميدالية «فيلدز» التي تعادل جائزة نوبل(جوائز نوبل لا تمنح في مجال علم الرياضيات) وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. يدرك بطل الرواية أنه تسلق قمة لا يحتاج إليها أبداً ويجد نفسه عاجزاً عن اقتحام قمم أخرى لأنه اكتسب في مهنته وإبداعه كل ما كان يطمح إليه طوال عمره. يترك زوجته وابنه والجامعة ليجوب ربوع العالم بحثاً عن معان مفقودة, ويزور سان فرانسيسكو حيث يعمل موزعاً للبيتزا, وبيلاروس حيث يجد قبر جده الذي استشهد في الحرب العالمية الثانية, ويطوف في جنوب روسيا، وتنتهي جولته على منحدرات جبال تيان شان حيث يفهم ما ليس بوسع الأرقام والمعادلات الرياضية تفسيره. وهو أن كل إنسان يسعى طيلة عمره إلى قمم شامخة لكنه لا يجد نفسه سعيداً إلا لدى النزول منها. روايته القصيرة هذه عبارة عن محاولة للتوغل في أعماق نفس الشخصية المبدعة والكوارث الوجودية التي تداهمها.‏

روايته الأخيرة التي صدرت عام 2012 هي رواية «فوضويون». ويجدر بالذكر أن الكاتب يعيش أحيانا في موسكو وبلدة تاروسا الواقعة على ضفاف نهر أوكا التي تتصف بطبيعتها الخلابة أحياناً أخرى. وتعتبر طبيعة وادي نهر أوكا من أجمل أماكن روسيا. كان يقطن هناك الموسيقي ريختر والشاعرة بيلا أحمدولينا, وأعجب الفنان التشكيلي الروسي المعروف إسحاق ليفيتان بتلك المنطقة التي زارها أكثر من مرة ليرسم مناظر طبيعية أخاذة في لوحاته.‏

يقطن بطل الرواية بيوتر سولومين في الإقليم نفسه. بدأ سولومين حياته كرجل أعمال ناجح. وتمكن من كسب بعض الأموال. لكنه لم يستطع تجاوز أزمة السن المتوسطة وإعادة تقييم القيم الروحية، وقرر الفرار من (البزنس) الفاسد, ليستقر في بلدة منسية على ضفة نهر أوكا حيث التقى برجال غرباء يتبعون مذهباً غريباً هو مذهب الفوضوية، وبينهم طبيبان وقسيس في الكنيسة الأرثوذكسية قرروا العيش وفق المبادئ التي طرحها منظّر المذهب الفوضوي تشاوسوف الذي نفي إلى تلك البلدة في ثلاثينات القرن الماضي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية