حيث تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلية زراعة الالغام على طول خط وقف اطلاق النار وقرب التجمعات السكانية والاراضي الزراعية المشجرة في الجولان العربي السوري المحتل ليصل عدد الالغام الثقيلة منها والفردية إلى أكثر من خمسة ملايين لغم وفق احصائيات دولية وتسريبات للصحافة الاسرائيلية والغربية.
ونقل مراسل سانا عن عدد من أبناء قرى محافظة القنيطرة المتاخمة لخط وقف اطلاق النار مشاهداتهم لبالونات كبيرة مملوءة بالغازات السامة أطلقتها دوريات الاحتلال في الهواء مستثمرة اتجاه الرياح نحو الشرق باتجاه القرى المحررة في انتهاك صارخ لحقوق الانسان.
كما اكدت شهناز فاكوش عضو القيادة القطرية لحزب البعث رئيس مكتب المنظمات الشعبية في تصريح لمراسل سانا أن ممارسات قوات الاحتلال الاسرائيلية الارهابية بحق الشجر والحجر والبشر في الجولان المحتل لن تثني الاهل عن مواصلة الصمود والتجذر بالارض والتمسك بالهوية العربية السورية معتبرة زرع قوات الاحتلال ملايين الالغام في الجولان المحتل انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية الهدف منه بث الرعب في نفوس الاهالي وارغامهم على قبول مخططات الاحتلال التعسفية الرامية إلى تهويد الجولان أرضا وسكانا.
بدوره اشار الدكتور عمر اللهيبي رئيس الجمعية العامة للناجين من الالغام الاسرائيلية وعضو لجنة غرب آسيا للمتضررين من الالغام إلى قيام سلطات الاحتلال بانتاج الغام متحركة في الاشهر الاخيرة تنتقل عن طريق الرياح والامطار وقسم اخر من خلال أجهزة التحكم عن بعد بهدف اثارة الرعب لدى السكان العرب وارغامهم على النزوح من المناطق المأهولة بالسكان والمستثمرة زراعيا وتركها تحت رحمة المستوطنين وقوات الاحتلال.
وبين اللهيبي أن الالغام الاسرائيلية حصدت أرواح أكثر من 219 مواطنا معظمهم من الاطفال زرعتها على شكل العاب للاطفال وخلفت اعاقات مختلفة في الرأس والاطراف لاكثر من 300 مواطن يضاف اليهم اصابات خطيرة لعدد كبير من أبناء القرى المحتلة بينهم 37 شهيدا.
وطالب اللهيبي سلطات الاحتلال الاسرائيلية بالكشف عن الخرائط التي تبين حقول الغامها للمنظمات الدولية ليصار إلى تنظيفها لافتا إلى العرض الذي قدمه في مؤتمري نيروبي وجنيف الخاصين بالالغام خلال الاعوام الماضية وتجاهل الاحتلال لتوصيات هذين المؤتمرين اللذين طالبا قوات الاحتلال بعدم زرع الالغام في المناطق القريبة من التجمعات السكانية والمزارع والبساتين والى الخدمات التي تقدمها جمعية الناجين من الالغام الاسرائيلية للمصابين من خلال تركيبها للاطراف الاصطناعية وتوزيع الاعانات الشهرية الدورية المادية منها والعينية.
من جهته اعتبر محافظ القنيطرة المهندس حسين عرنوس مواصلة اسرائيل لممارساتها القمعية بحق الارض والسكان في الجولان بأنه انتهاك للاعراف والقوانين الدولية عبر قتلها العلني للاطفال والمسنين من خلال مصيدة الموت المتربصة تحت التراب والتي حصدت أواخر العام الفائت ستة أطفال خلال أسبوع واحد واغلبيتهم من عائلة واحدة.
وأشار عرنوس إلى رفض سلطات الاحتلال ومنذ العام 1967 وحتى يومنا لجميع القرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة والتي من شأنها وضع حد لعملية زرع الالغام في المناطق المأهولة بالسكان سواء في مجدل شمس المحتلة او قرى مسعدة وعين قنية وبقعاثا والغجر التي قسمتها الغام الاحتلال إلى نصفين فضلا عن زرع مئات الالاف من الالغام على طول خط وقف اطلاق النار والتي انتقلت مع مياه الامطار إلى بساتين الفلاحين وبيوتهم في الجزء المحرر من محافظة القنيطرة ناهيك عن نثرها ومن خلال الطائرات التي تحلق عاليا للالغام على شكل العاب للاطفال ومعها البالونات المعبأة بالغازات السامة والتي تنتقل مع الرياح إلى بلدات وقرى القنيطرة لافتا إلى حملات التوعية التي تقوم بها المؤسسات الرسمية والشعبية والاهلية في القنيطرة.
وأكد الكفيف عادل الخالد من خان أرنبة أن الالغام الاسرائيلية التي أفقدته بصره عندما كان يدرس في حقول قريته أواخر ثمانينيات القرن الماضي لم تفقده الارادة والعزيمة حيث تابع تحصيله العلمي وتخرج في جامعة دمشق وقال أنا اعمل ومنذ سنوات في مقسم الهاتف بمديرية صحة القنيطرة دون مساعدة احد واستطيع أن أقوم بواجبي على أكمل وجه وتمكنت من حفظ جميع الارقام الداخلية بالمديرية ومعها أرقام المؤسسات الرسمية بالقنيطرة والوزارة بدمشق لكي اثبت للعالم وللاحتلال أننا باقون على ارض الجولان مهما كانت التضحيات كبيرة.
من جانبه بين زايد الطحان عضو المكتب التنفيذي المختص لمجلس محافظة القنيطرة أن أضرحة شهداء الجولان تشهد على أرواح بريئة راحت ضحية تفجير الالغام الاسرائيلية ليصل عدد الضحايا الى 37 شهيدا من قرى مجدل شمس وبقعاثا وعين قنية ومسعدة والغجر أصغرهم عمرا الشهيد أمير أبو جبل ابن ثلاث السنوات وأكبرهم الشهيد الشيخ فارس حمود الغوطاني سبعين عاما.
وروى الطحان قصصا مأساوية لاطفال غيبهم الموت على مرأى ومسمع العالم دون اتخاذ اي اجراء بحق سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومنهم الطفل أمير أبو جبل الذي خرج من منزله برفقة ابنة عمه ياسمين أبو جبل 5 سنوات صبيحة عيد الام ليجمعا لوالدتهما باقة ورد طبيعي من ورود الجولان فعاد بعد وقت قصير قطعا من لحم بشري وأشلاء مبعثرة على بعد أمتار قليلة من منزله في قرية مجدل شمس وكذلك الشهيد الطفل سليم زيدان 9 سنوات والشهيد الطفل حسن عمران 10 سنوات من قرية عين قنية اللذان خرجا ليلعبا في مرج زهور قريب من قريتهما ليتفجر تحت أقدامهما لغم زرعته قوات الاحتلال الاسرائيلي ويعودا إلى القرية ملفوفين بالعلم العربي السوري.