تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وطني في مقلتي ..يبقى شعاعاً

شؤون سياسية
الأربعاء 16/4/2008
د.معن صلاح الدين علي

نيسان هو شهر الخير والعطاء ,وفي سورية له مكانته الخاصة في القلوب ففي السابع عشر منه نحتفل بذكرى غالية جداً على النفوس وهي ذكرى جلاء المستعمر عن أرضنا الحبيبة وفي السابع منه نحتفل بذكرى ميلاد حزبنا العظيم,

حزب البعث العربي الاشتراكي, وللمناسبتين مكانة جليلة في النفوس فهما تشكلان العيد الوطني لهذا البلد المعطاء وصونه من كل المؤامرات الأجنبية على مر العقود الماضية نظراً لطبيعة الحزب وفكره القومي التقدمي والتحرري.‏

فالسابع عشر من نيسان سيظل محطة خالدة في ذاكرة الشعب العربي في سورية لأنه اليوم الأكبر الذي يتوقف عنده هذا الشعب الأبي بكل الاحترام والتبجيل والتقدير, ففيه تحقق الاستقلال ومن أجل الوصول إليه ضحى الآلاف من الشرفاء في هذا الوطن الغالي بأنفسهم و,أموالهم وأرواحهم ليعيش أبناؤهم معاني الحرية ولتبقى بلدهم حرة عزيزة ومستقلة وتملك ارادتها وقرارها السياسي بيدها لا بيد أحد غيرها.‏

ومن معاني هذا اليوم العظيم هو أن تتذكر الأجيال تلك الملاحم الخالدة التي خاضها الثوار والمجاهدون في طول الوطن الأبي وعرضه, بدءاً بثورة الشيخ صالح العلي في الساحل السوري وانتهاءً بالثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب الأشم مرورا بثورات إبراهيم هنانو وأحمد مريود وسعيد العاص وحسن الخراط ورمضان شلاش ومحمد الأشمر والقاوقجي وثورات الغوطة ودير الزور وغيرها الكثير من الثورات التي سطر خلالها الأبطال الأشاوس أروع معاني التضحية والفداء بعد أن تركوا بيوتهم وأهليهم وانضموا إلى رجال الثورة السورية مقاومين أشداء ضد عدو محتل لا يعرف إلا لغة القوة كما لقنهم إياها الشهيد البطل وزير الحربية الأول يوسف العظمة الذي قرر الشهادة في معركة ميسلون الخالدة منذ اللحظة الأولى التي وطأت بها أقدام المستعمرين أرض الوطن مع أنه كان يدرك حجم قوة المستعمر ويدرك أنه ذاهب للشهادة نظرا للفارق الكبير في العدة والعدد والعتاد.‏

ومن هنا فإن ذكرى الجلاء العظيم تحتم علينا جميعا أن نستلهم العبر والمعاني من تلك البطولات التي سطرها آباؤنا لتحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان والعراق والتمسك بحقوقنا وثوابتنا والسير على هدى الثوار في بذل الغالي والرخيص للحفاظ على استقلالنا الوطني لأن الوطن أغلى شيء يملكه الإنسان.‏

فمحبة الأوطان حق واجب‏

وكرامة يسمو بها الإنسان‏

في مقلتي تبقى شعاعا مشرقا‏

كالحلم حين تضمه الأجفان‏

وفي السابع من نيسان 1947 جاءت ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي نتيجة مخاض طويل,الاضافة الاكثر اهمية التي دخلت وبزخم لامثيل له على مسرح السياسة السورية بداية وعلى المسرح العربي على اتساعه الهائل في مرحلة لاحقة ولايزال..‏

كان من الطبيعي لحزب يملك أفكاراً ثورية كالتي طرحها البعث في مناخ يمور بالتناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أن ينجح في استقطاب جماهير المثقفين وطليعة نضالية من الكادحين الذين امتلكوا وعياً سياسياً واجتماعياً مكنهم من تأدية مهام نضالية بالغة الأهمية في صفوف العمال والفلاحين وفي اوساط الطبقتين الوسطى والفقيرة.‏

لقد نجح البعث وكانت هذه احدى أعظم انجازاته النضالية والقومية في امداد الحركة القومية العربية بعقيدة ديناميكية نابعة من أرضها وبمنطلقات فكرية اخلاقية وسياسية تلامس تطلعات الجماهير والقوى الوطنية والقومية في وقت تعرضت فيه هذه الحركة الى عمليات خداع وتضليل من عقائد وقوى سياسية اخرى.وقد خاض البعث منذ بداياته معارك نضالية بالغة الأهمية والضراوة ,ومازاد من تألقه وترسيخ قاعدته الجماهيرية وخطابه القومي التقدمي ,المعركة الشرسة التي قادها ضد حلف بغداد الاستعماري وكان نضال الحزب ضد هذا الحلف هو الاساس الذي سمح بفرز القوى السياسية على الساحة السياسية السورية من ناحية وعلى الصعيد العربي ومنطقة الشرق الأوسط من ناحية اخرى .‏

ومنذ بدايات القرن الحادي والعشرين دخل العالم برمته عصر متغيرات مذهلة بسرعات غير مسبوقة ,وتغيرت معطيات وحقائق وأوضاع سياسية وإقليمية ما استوجب تكيف معظم الدول والمجتمعات مع هذه المتغيرات. حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قاد الدولة والمجتمع في سورية قرابة اربعة عقود ونيف أحدث خلالها نقلة نوعية متميزة في بنية وهيكلية المجتمع بما رسخ قدرا0ته على الصمود والاستقلال الوطني والكفاية الاقتصادية والاجتماعية, مازال يواصل مسيرته القيادية مكيفاً فكره واستراتيجياته وفق منطلقات فكرية وتنظيمية وسياسية تتلاءم ومتطلبات كل مرحلة زمنية. وقد أغنى هذه المسيرة المتجددة الفكر الاستراتيجي والرؤية المستقبلية والقيادة الحكيمة الشجاعة للرئيس القائد بشار الأسد الذي نجح في تجديد شباب الحزب وضخ في شرايينه دماء نضالية وفكرية جديدة.‏

وقد رأى العالم كله بانبهار واعجاب قيادة السيد الرئيس لأعمال مؤتمر قمة دمشق الذي انعقد في ظل ظروف وتحديات بالغة الدقة والتعقيد ليخرج المؤتمر الى شاطئ الأمان مرسخاً مبدأ التضامن العربي المشترك وليعيد الى الجماهير العربية الأمل بوحدة الأمة العربية ومستقبلها وهذا انجاز تاريخي بامتياز.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية