تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في يوم الرقص العالمي.. لاوند هاجو : المسرح الراقص قابل للتأويل ... استطعنا عبر ثماني سنوات فرض يوم الرقص العالمي

فنون
الأربعاء 16/4/2008
فؤاد مسعد

يحتفل العالم في (29 نيسان) بيوم الرقص العالمي , ولكن الاحتفالات تبدأ منذ العاشر منه , وتعتبر فرقة رماد للمسرح الراقص أول من احتفل بهذه المناسبة في سورية واستمرت بشكل متتابع في سعي منها لتكريس الاحتفال في هذا اليوم

وبالفعل خلال ثماني سنوات استطاعت التعريف بهذه المناسبة لتأخذ بعداً أكبر ويصبح لها موقعها على الخارطة , وقد اعتمدت (رماد) منذ عام 2005 تقليد تكريم من ساهموا في هذا الميدان ففي العام الماضي كرمت الراقصة الإيطالية إنريكا بارباغالو وفهد العبد الله من لبنان , أما هذا العام فكرمت خلال احتفال أقيم يوم الأول من أمس على خشبة مسرح القباني كل من ثناء فوال وهي راقصة سورية معتزلة , وجورج قرياقيس , ومنى الحاج من لبنان .‏

وقد ألقى الفنان لاوند هاجو كلمة يوم الرقص العالمي التي كتبتها راقصة من جنوب أفريقيا وقدمت فرقة رماد عرضها الأحدث (كشف) كريوغراف وإخراج لاوند هاجو وشاركته الأداء على الخشبة راما الأحمر حيث تفجرت الهواجس التي تصل حد التناقض والمواجهة بين الرجل والمرأة عبر إطار متمرد ثائر تتعرى فيه الذات في سعيٍ للانعتاق من القيود في لحظة تجل للروح عبر الجسد .‏

خطوة الألف ميل ..‏

حول العرض ويوم الرقص العالمي كانت لنا وقفة مع المبدع لاوند هاجو الذي تحدث بداية معرّفاً بهذا اليوم , فقال : أول احتفال بيوم الرقص العالمي جرى عام 1982 ويعود الفضل في ذلك للراقص جورج نوفيل. وكنت أظن أن هذا اليوم غير معروف في سورية فقط ولكن فوجئت أنه حتى على المستوى العالمي هو غير معروف بشكل كبير فالمهتمون في العالم هم من يحتفلون به وهو يوم للمسرح الراقص المحترف , وفي كل عام هناك راقص يكتب كلمة يوم الرقص العالمي وتُقام الاحتفالات بهذه المناسبة , ولم تعد سورية بعيدة عن هذا الأمر , فعندما احتفلنا (فرقة رماد) عام 2001 كان الأمر مستهجناً ولم يقتنع بنا أحد من مسؤولي الثقافة حينها ولكن سنة بعد أخرى أصبح هناك إيمان بالفكرة واستطعنا فرض يوم الرقص العالمي ووصلنا اليوم إلى السنة الثامنة ونحن نحتفل بهذه المناسبة و خطينا خطوة مهمة نحو الأمام فهي المرة الأولى التي يكون هناك رعاية من وزير ثقافة ليوم الرقص العالمي , فعندما تقدمت لمدير مديرية المسارح د.عجاج سليم كان هناك تفهم ورد فعل إيجابي جداً حتى أنه تم تأجيل عرض في مسرح القباني ليتم عرض (كشف) خمسة أيام بهذه المناسبة . وفي هذه السنة هناك ست فرق سورية ستحتفل أيضاً (إنانا , سمه , أورنينا , فرقة المعهد العالي ..) ولكن الغريب أن هناك من يريد تقديم فعاليات ضمن هذا المنحى لكنه يخجل من القول إنها للاحتفال بيوم المسرح العالمي , أما فيما يتعلق بالعام القادم فسيكون هناك تظاهرة أهم ومجموعة من الفعاليات موزعة على عدة أيام كما في يوم المسرح العالمي .‏

بما أن هناك قناعة بدأت تتشكل هل تُرجم هذا الأمر بشكل عملي كإيجاد مكان للتدريب أو التمويل .. ?‏

لم ألمس ذلك على صعيد فرقتي فحتى الآن لدي أزمة في مكان التدريب والتمويل .. لكن لم أعد أفكر بهذا الأمر .‏

السعي للإنعتاق والحرية‏

في أعمالك كلها هناك توق نحو الانعتاق والحرية !?..‏

إنه توجهنا فالمسرح الراقص هو فكرة وروح وجسد وهذا ليس كلامي وإنما كلام مؤسسة هذا النوع من الرقص المعاصر في ألمانيا , فإن لم يكن هناك فكرة نبني عليها الحدث الذي نريد نكون كمن يستعرض الجسد فقط ومهمتنا ليست استعراض الجسد وإنما أن نحكي عنه عبر أفكار قد تكون إنسانية أو فلسفية أو اجتماعية , فنطوع الجسد عبر إيحاءات وإيماءات وإشارات ليعبر عن العرض الذي نقدمه .‏

مشهد الولادة سبق وقدمته في (تمرد العقل) فإلى أي مدى يقارب في رمزيته ودلالاته مشهد الولادة الذي قدمته في (كشف) ?‏

في (تمرد العقل) ارتبطت الفكرة بالمثيولوجيا فعندما تحبل المرأة وتضع مولودها تظهر الأجنة على شكل أمساخ , لكن في (كشف) الأمر مختلف فهناك علاقة عربي بأجنبية وإلى أين يمكن أن تصل هذه الفكرة ومدى قبول ورفض الآخر .‏

إلى أي مدى يمكن للعرض الراقص أن يُحمّل بمقولات يعجز عرض آخر على حملها ?‏

يمكنه فعل ذلك بشكل كبير , فالعرض الراقص يحوي إشارات وإيماءات ولكن الأمر في النهاية يعود للمتلقي ومدى مخزونه الثقافي وذاكرته البصرية , فعلى سبيل المثال مشهد الحمل هو اتجاه رمزي لإيصال الفكرة التي نريد , حتى أن لجنة المشاهدة عندما رأت العرض قالت أنه لو كان تمثيلاً وكلاماً لحُذِف منه الكثير ولكن بما أنه عرض راقص فالحركات الإيمائية عبرت عما نريد . والمسرح الراقص قابل لتأويل .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية