|
سعاد بكور.. رئيسة الاتحاد العام النسائي:المشجّع الأكبر لي كلمات القائد الخالد حافظ الأسد تجارب شخصية هي السيدة سعاد بكور التي عانت واجتهدت وسعت حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم, هي رئيسة الاتحاد العام النسائي في سورية, استطاعت أن تجعل من هذا الاتحاد شعلة أمل متوقدة تجذب اليها أكبر عدد ممكن من النساء, سواء العاملات اللواتي يرغبن العمل لخدمة النساء والاطفال أم المتطوعات اللواتي يفضلن باستمرار عمل الخير الذي تطرح ثماره خيراً على المرأة والأسرة والمجتمع معاً. فماذا تحدثنا عن حياتها? تقول: أنا من ريف حماة درست المرحلة الابتدائية في الريف وتابعت دراستي بمدينة حماة, وكنت من المتفوقات في المدارس التي درست فيها, فقد كنت مثال الطالبة المتفوقة والمثالية وكان اسمي وصورتي بأعلى لوحة الشرف في كل هذه المدارس التي دخلتها. ومن ثم تابعت النجاح والتفوق في الشهادتين الاعدادية والثانوية, وبالطبع كان لوالدي دور كبير في تشجيعي على متابعة دراستي لكي أحصل على شهادة الثانوية العامة. بعدها انتسبت إلى كلية الحقوق بجامعة دمشق إلا أن حبي للعمل التطوعي واندفاعي نحوه جعلني أغير الفرع الذي كنت قد بدأت بدراسته وهو الحقوق إلى قسم الجغرافية لأن الدوام أقل فيه ولا يحتاج إلى حضور أكثر. بعدها دخلت مجال العمل التطوعي عن طريق منظمة الاتحاد العام النسائي التي انتسبت اليها منذ نشوئها وكنت آنذاك طالبة في المرحلة الثانوية في عام .1967 ماذا عن طفولتك? كنت البنت الكبرى في أسرتي وكنت المدللة لكن هذا الدلال كان فيه الكثير من الحزم والشدة من قبل أسرتي أيضاً. بدأ والدي يصحبني معه برحلات أينما ذهب وكان عمري أربع سنوات عندما اشترى لي سيارة, وسألني ما أكثر مكان تحبين الذهاب اليه أولاً? فأجبته أحب الذهاب إلى الشام..وبالطبع جئنا إلى الشام وزرنا كافة مناطقها الجميلة التي لم يزل رونق وبريق رؤيتها لأول مرة مطبوعاً بذاكرتي إلى اليوم.. فقد زرنا الجامع الأموي وسوق الحميدية وجبل قاسيون وكل شوارع وأزقة دمشق القديمة وكنت منبهرة بما رأيته حينها ولم يزل معي. بعدها بفترة زرنا مدينة حمص ورأيت حجارتها السوداء وبقي بذاكرتي جامع خالد بن الوليد وشوارعها القديمة. وكذلك زرنا حلب وأسواقها الكبيرة المزدحمة جداً كانت أمي تعمد باستمرار إلى اصطحابي إلى العديد من الأماكن المقدسة, فقد زرت دير الخضر ودير صيدنايا وكذلك الجامع الأموي بدمشق وجامع خالد بن الوليد بحمص. وقد تعلمت من أمي حينها أننا في هذا الوطن شعب واحد بغض النظر عن انتماءاتنا السياسية والدينية, فنحن شعب واحد من أجل وطننا الغالي, هذا مبدأ تربيت عليه من صغري.. وهو لم يزل معي والحمد لله نقلته لأولادي. ماذا عن أسرتك اليوم? أنا متزوجة وعندي ثلاث فتيات وشاب وحيد وجميعهم يدرسون في الجامعات ,ابنتي الكبيرة ديمة تدرس ماجستير إدارة أعمال, ودانيا في كلية الاقتصاد مصارف وأسواق مالية سنة أخيرة, أما حسن فهو في السنة الثالثة أدب انكليزي, وأنيسة آخر العنقود هي في الثانوية العامة. كان زوجي ضابطاً بقوى الأمن الداخلي برتبة لواء أما اليوم فهو متقاعد وأنا لا استطيع أن أخفي فضله الكبير عليّ منذ بداية زواجنا عام 1982 لأنه شجعني على متابعة عملي ومتابعة كل مهمة وكل عمل يوكل إلي بشكل كبير, وقد ساهم مساهمة فعالة بنجاحي ووصولي اليوم إلى ما أنا عليه كرئيسة للاتحاد العام النسائي في سورية. وأنا على يقين أن أي امرأة تصل اليوم إلى موقع ما أو تنجز عملاً جباراً في الحياة العملية, فإنه سيكون بجانبها رجل يدعمها ويدفع بها نحو الأمام معتبراً نجاحها نجاحه, وأنهما شخص واحد وتقدمها يعني تقدمه سواء كان أباً أم أخاً أم زوجاً. وأضافت السيدة سعاد بكور قائلة :عند تفرغي للعمل التطوعي في الاتحاد النسائي كان الدافع والمشجع الكبير لي القائد الخالد حافظ الأسد, من خلال كلماته التي كانت باستمرار تشجع المرأة وتدفعها لأخذ دورها في المجتمع, لتساهم إلى درجة كبيرة بتقدم المجتمع نحو الأمام. فأنا من خلال كلماته استطعت تحقيق شيء للمرأة رغم ما واجهني منذ البداية من صعوبات و مشاكل , كون مجتمعنا لم يكن مهيأ لالعمل الاتحاد النسائي ولا حتى مقتنعاً بدور المرأة على الاطلاق. إلا أنه مع عملنا المتواصل وتصميمنا واصرارنا على ايصال المجتمع لقناعته بدور المرأة ودور الاتحاد النسائي بتثقيف المرأة وأسرتها وبالتالي انعكاسه مباشرة على المجتمع وكل أفراده. قمت بعمل ميداني مع الرجال ومع النساء ايضا, حتى أفهمهم دور الاتحاد النسائي وعمله, كي يسمحوا لبناتهم ونسائهم بأن ينتسبوا إلى الاتحاد, ويتحرروا من أميتهم واعتقادهم بأنه لاحق للمرأة في شيء, وأنها لن تؤثر بأي شيء حتى داخل أسرتها. كيف كانت حياتك العملية? عندما تفرغت للعمل في فرع الاتحاد النسائي في مدينتي حماة, عملت كمديرة لأول روضة أطفال تابعة للاتحاد النسائي أنشئت في حماة. ثم عملت في قيادات الاتحاد العام النسائي المتسلسلة بدءاً من الوحدة ثم الرابطة, بعدها عملت أمينة سر لمكتب التنظيم بفرع الاتحاد النسائي في حماة وكلفت بعدها بمهام رئيسة المكتب الاداري لفرع حماة في عام 1973 حتى عام 1977 وفي ذاك العام تقدمت بترشيحي لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثاني وفزت بهذه الانتخابات.. وعند انتهاء هذا الدور عدت إلى ممارسة عملي كمديرة لثانوية السادس من تشرين في حماة, وبقيت بعملي هذا حتى عام 1982 بعدها تم انتخابي مرة أخرى لرئاسة الاتحاد النسائي في حماة, ثم رشحت نفسي لانتخابات الإدارة المحلية وفزت بهذه الانتخابات لدورتين متتاليتين وأصبحت عضواً في مجلس محافظة حماة. وفي عام 1985 تم تكليفي بمهمة عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بحماة حتى عام ,1994 عندما انتخبت رئيسة للاتحاد العام النسائي في سورية في نهاية شهر اذار من العام نفسه. بعدها قمت بترشيح نفسي لانتخابات الدور التشريعي السابع والثامن والتاسع عن الدائرة الانتخابية بحماة وفزت بهذه الانتخابات من خلال قائمة الجبهة الوطنية التقدمية حتى اليوم. كذلك حصلت على عضوية اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي بالمؤتمر القطري التاسع والعاشر, وانتخبت كأمينة عامة مساعدة في الاتحاد النسائي العربي العام بالمؤتمر التوحيدي الذي عقد في صنعاء عاصمة اليمن في نهاية عام 2005م. ماعلاقتك بأولادك? علاقتي بأولادي فيها الكثير من الاريحية فهم أصدقائي وأتعامل معهم على أنني صديقة لهم, فأنا استمع لهم كل يوم وأقوم بتوجيههم حول أي شيء يسألوني عنه أو يحدثوني به. أولادي يحبون العلاقات الاجتماعية كثيراً ويحدثوني باستمرار عن علاقاتهم مع أصدقائهم في الجامعة, وأنا مستمعة جيدة لهم ومتابعة ممتازة كذلك, أناقشهم بكل ما يريدون الحديث به ومجاراتهم فيه لأنني متأكدة منهم كوني زرعت فيهم منظومة قيمية وأخلاقية منذ نشأتهم الأولى, فأنا أثق بهم كل الثقة, ولا يوجد أي شيء يزعزعهم أو يؤثر على حياتهم.. وتبين السيدة سعادة بكور قائلة :إن أولاد المرأة العاملة إن عرفت كيف تنظم وقتها بين عملها وأولادها وواجباتها الزوجية فإنهم سيكونون ثمرة نجاحها بعملها وبحياتها الاجتماعية والأسرية كذلك. واعتمدت بتربيتي لأولادي على مبدأ الاعتماد على الذات فأنشأت أسرة شخصية كل واحد فيها مستقلة, هدفه مرسوم يعرف ماذا يعمل وماذا يريد.. مواقف لا أنساها قالت السيدة سعاد: إن من أكثر المواقف التي لا أنساها بحياتي على الأطلاق, عندما اشترى والدي سيارة وكنت قد بدأت بدراسة المرحلة الابتدائية, وكنت أطلب منه ايصالي بسيارته إلى مدرستي إلا أنه رفض قائلاً أنت مثل زميلاتك اذهبي إلى المدرسة سيراً على الأقدام, وكنت أمشي مسافة خمسة كيلو مترات يومياً ولوحدي مع أن سيارة والدي أمام باب البيت. صحيح أن هذا الشيء في البداية جعلني استغرب, إلا أنني فيما بعد أدركت أهميته من خلال تربية والدي لي وتأكيده لي على مساواة الناس لبعضهم البعض, وأهمية التواضع ومساعدة الآخرين وتقديم العون للفقراء والمحتاجين. أيضاً من الأمور التي لن أنساها بحياتي هو ركوبي على (الدرّاسة) عندما كنت صغيرة, كما كنت أذهب باستمرار مع أسرتي إلى الحصيدة وقطف القطن, فقد أحببت العمل الزراعي بأكمله ومارسته كله وأنا صغيرة, وكل هذه اللحظات اذكرها بسعادة كبيرة وحتى اليوم عندما أذهب إلى حماة فإنني أذهب إلى الأرض التي اعشقها.
|