فقد اكد استطلاع للرأي نظرة العرب السلبية للولايات المتحدة في ظل إدارة الصقور في البيت الابيض حيث اظهر استطلاع اجري في 6 دول عربية ونشرت نتائجه ان 8 من كل 10 مواطنين في هذه الدول لديهم اراء سلبية عن الولايات المتحدة الاميركية.
الاستطلاع الذي اجرته جامعة ماريلاند الاميركية ومؤسسة زغبي الدولية, وشمل السعودية ومصر والمغرب والاردن ولبنان والامارات العربية, اظهر ان غالبية المستطلعين لا يرون ان ايران تشكل تهديدا للعرب, وانهم يتعاطفون بشكل كبير مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وعبر 70 بالمئة عن عدم ثقتهم بالقوة العظمى على الساحة الدولية, كما اعتبر 80 بالمئة ان الصراع العربي الإسرائيلي هو قضيتهم الأساسية.
واعرب 61 بالمئة عن اعتقادهم بان العراقيين سيجدون سبيلا للتغلب على خلافاتهم في حال انسحبت قوات الاحتلال الاميركي من العراق.
وعندما سئل المشاركون عن أكثر زعيم عالمي لا يحبونه جاء الرئيس الاميركي جورج بوش على رأس القائمة بنسبة 63 بالمئة ,يليه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ايهود اولمرت بنسبة 39 بالمئة.
في المقابل, ارتفعت شعبية الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نتيجة مواقفهما المؤيدة للمقاومة المشروعة والمدافعة عن الشرعية الدولية ووقوفهما في وجه المشروع الامريكي الذي يخدم اسرائيل في المنطقة لتصفية القضية الفلسسطينية.
كذلك رأى 67% ان من حق ايران ان يكون لها برنامج نووي سلمي.
وجمع الاستطلاع آراء نحو 4 آلاف شخص على مدى الشهر الماضي في الدول المذكورة وبلغ هامش الخطأ فيه نحو 1.6 بالمئة.
وفي وقت تتمسك فيه الادارة الامريكية باستمرار بالحربيين في العراق وافغانستان رغم نفقاتهما الباهظة فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المبالغ التي أنفقت على الحرب في العراق وأفغانستان, والتي تتراوح تقديراتها على المدى الطويل بين تريليون وثلاثة تريليونات من الدولارات أو تزيد كانت كفيلة بمعالجة مشكلات أكثر إلحاحًا داخل الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة في مقال تحليلي نشرته امس إنه حتى لو كان بمقدور الولايات المتحدة تحمل الحروب في العراق وأفغانستان فإن الأموال التي تنفق عليها بلغت معدلات يقول منتقدو الحرب إنها كانت ستتيح للدولة التصدي لمشكلات يرونها أكثر إلحاحا.
ويشير المقال إلى أنه في حال الأخذ بالحد الأدنى لتقديرات تكلفة الحرب وهو 120 مليار دولار أميركي في العام, فإن ذلك المبلغ كفيل بتغطية نفقات مشروع الرعاية الصحية الذي تقترحه مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. كما أن هذا المبلغ يكفي لتنفيذ خطة الرعاية الصحية التي يقترحها المترشح باراك أوباما ومشروعه الخاص بكفالة أصحاب المنازل المتورطين في مشاكل رهونات.
وتمضي الصحيفة لتضيف أن تكاليف الحرب كانت تكفي كذلك لتطوير مصادر جديدة للطاقة البديلة وتنفيذ مشاريع للأشغال العامة في جميع أرجاء الولايات المتحدة.
وكان استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وشبكة أخبار )سي بي أس) في نيسان الماضي قد أظهر أن 67% ممن شملهم المسح رأوا أن الحرب قد فاقمت كثيرا مشكلات أميركا الاقتصادية, في حين قال 22% منهم إنها ساهمت بعض الشيء في ذلك, وأجاب 10% فقط بأنها لم تؤثر كثيرا أو لم يكن لها تأثير مطلقا على تلك المشكلات.
وعلى النقيض من حديث الرئيس جورج بوش يوم الخميس الماضي بأن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية في الوقت الحالي زادت قليلا عن 4% من إجمالي الناتج المحلي, فإن صحيفة نيويورك تايمز ترى أن الإنفاق على الحرب في العراق تم دون أن يدرج في الدفاتر الرسمية باعتباره نفقات طوارئ وتكلفة إضافية وليس خصما من ميزانية البنتاغون التشغيلية.
ولهذا السبب فإن المحللين يعتقدون أن الأرقام التي أوردها بوش ما هي إلا تقديرات متدنية للتكلفة النسبية للحرب.