بينما تمضي شركات التأمين الخاصة بخطابها إلى المعرض أيضاً، ذلك الخطاب الذي لا تملُّ من اجتراره منذ أن تأسست وظهرت إلى حيّز الوجود في عام 2006 كلاعبة جديدة في سوق التأمين السورية، حيث يتمثّل خطابها - كما اعتدنا عليه - باتهام المواطن السوري بأنه يمتلك ثقافة تأمينية ضعيفة، ومتخلف تأمينياً، وبالتالي فإنه يعرض عنها..!
ما نراه أن حل المشكلة يجب أن يكون قبل مخاطبة المواطن ففشلها وعدم قدرتها على إقناع الناس بها كما يحلو لها، وعجز عن إدخال ما تريده إلى قلوب السوريين بشكلٍ دبلوماسي ذكي ومرن، كي ينجذبوا باتجاهها أنها لم تسعَ إلى تقديم أي جديد، ولم تمل إلى المبادرة نحو إطلاق أي تخفيضات أو مُحفّزات.
ماهو مؤكد أننا نمتلك ثقافة تأمينية عالية..ولكنها عجزت عن اختراق قناعاتنا، كالتسويق لنفسها بشكل صحيح، ومثل هذا الاختراق والتسويق فنٌّ وعمل، وتقديم أدلّةٍ وبراهين، واجتراح نماذج تنهي حالة الجفاء بيننا وبينها.
نحن من حيث المبدأ نتمنى لشركات التأمين الخاصة تحقيق المزيد من النجاحات، فهي بالنهاية تشكّل جزءاً من مساحة الاقتصاد الوطني.