لكن هذه المرة استهدف بسبع غارات سجن مخصص للسجناء من المرتزقة التابعين له في مدينة ذمار اليمنية ما أسفرعن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، فيما لا تزال عملية انتشال الضحايا مستمرة والحصيلة مؤشرة للارتفاع بسبب الجروح الصعبة والوضع الحرج للمصابين.
وسقط في مجزرة سجن ذمار70 قتيلاً وأكثر من 100 جريح من السجناء المرتزقة، توزعوا على مشافي المحافظة بحسب ما اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية يوسف الحاضري الذي اشار الى استمرار عمليات الانقاذ وانتشال الصحايا من تحت الركام، مشيرا الى ان هناك 185 سجيناً من سجناء المرتزقة في 3 مبان متجاورة في هذه المنطقة، استهدفها العدوان بسبع غارات وفي كل غارة بصاروخين بمعنی استهدافها بـ14 صاروخاً، لافتاً الى أن جرحی الاعتداء مصابون بجروح صعبة جداً ما سيسبب بارتفاع عدد الضحايا، مبيّناً أن جثث الضحايا التي وصلت الی مستشفی ذمار عبارة عن جثث متناثرة، معبراً عن أمله بأن يكون للمنظمات العاملة في الجانب الإنساني موقفاً تجاه هذه الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان، مشيراً إلى أن هناك وعوداً من الصليب الأحمر تلقتها وزارة الصحة بالنزول إلى موقع الجريمة واصدار بيان وتقديم المساعدة الطبية.
ويرى مراقبون أن آل سعود يتخبطون وسط الأوضاع السلبية التي آلت اليها الأمور في صفوف مرتزقتهم من ضعف وانقسام وبدءاً من هذا الاعتبار استهدف النظام السعودي سجن في محافظة ذمار للضغط على المرتزقة وإعادتهم الى منظومة العدوان أو لابتداع سيناريو جديد يتهم فيه الجيش اليمني أنه من قام بهذا الفعل ضمن أجندة ادعاءاته والتي اعتاد النظام السعودي تقديمها للعالم بارتكابه أبشع الجرائم واتهام الآخرين بها.
من جانبه حملت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى قوى العدوان المسؤولية الكاملة إزاء استهداف السجن وما سينتج عنه لاحقاً كما دعت اللجنة المنظمات الدولية والمحلية الى ادانة هذه الجريمة المروعة والنزول الى المكان المستهدف ومعاينته عن كثب.
من جهة اخرى أدان مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية الجريمة الشنعاء التي أقدمت على ارتكابها طائرات تحالف العدوان بحق السجناء الذين هم من مرتزقته.
وأكد مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية أن إقدام طائرات تحالف العدوان السعودي الأميركي على قصف الأسرى في مدينة ذمار، جريمة شنعاء بحق أسرى في مكان معلوم للصليب الأحمر الدولي الذي زارهم فيه عدة مرات.
ودعا المركز للضغط على مجلس الأمن في تشكيل لجان دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق والتحقيق المباشر في كافة الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل دول تحالف العدوان.
من جانب آخر طالت المعاناة الجنوب وتفاقمت الأوضاع الحياتية المعيشية بصورة غير مسبوقة، فعلى مدى سنوات لم تأخذ المعالجات على كافة الأصعدة طريقاً نحو التعافي، بل زادت الفوضى تنامي العصابات الاجرامية واستمرار الاقتتال بين فصائل المرتزقة، حيث تسارعت الأحداث الميدانية في جنوب اليمن بين طرفي العدوان ما يسمى (الشرعية) المدعومة من النظام السعودي، وهي معركة السيطرة والنفوذ التي تتغير الخرائط فيها بين يوم وآخر، فالأحداث الميدانية للاقتتال تأخذ طابع الكر والفر.