تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ازدياد عدد المسلمين الأوروبيين في صفوف داعش يثير قلق أوروبا

عن صحيفة الغارديان البريطانية
متابعات سياسية
الأربعاء 6-7-2016
ترجمة: غادة سلامة

يشعر الأوربيون بالقلق من تزايد اعداد مواطنيهم المنضمين للقتال مع المجموعات المتطرفة المقاتلة في سورية والعراق خصوصا تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة حيث بدأت الشعوب الاوروبية تتلمس التهديد الذي يمثله عودة هؤلاء المقاتلين من سورية والعراق

الامر الذي جعل الدول الاوروبية تقرع جرس الانذار من خطورة ذلك وتكثف جهودها للحد من هذه الظاهرة الخطيرة خاصة بعد سلسلة الاحدث الارهابية الدامية التي اصابت اوروبا مؤخرا‏

وكانت تقديرات الأوربيين تتحدث قبل اشهر قليلة عن نحو وجود اكثر من الفي مقاتل في سورية صارت التقديرات ترجح الان ما يزيد على ذلك وتتحدث عن زيادة مستمرة ان لم تتخذ أوروبا إجراءاتها الرادعة في صون حدودها وأمنها ومطاراتها من خطر الارهابين العائدين من سورية والعراق ومن خطر المهاجرين الذين شكلوا عبئا ثقيلا لا يستهان به من خلال غزوهم القارة العجوز بأعداد كبيرة ، وأن أعداد الإرهابيين المنضمين للقتال في سورية والعراق تتزايد حسب احصائية الامم المتحدة التي تؤكد ان مقاتلين من اكثر من مائة دولة حول العالم يصلون الى سورية للمشاركة في القتال الدائر هناك الأمر الذي يعطي دعما اكبر لمخاوف الاجهزة المخابراتية الغربية من التهديد الذي يشكله الغربيون العائدون من هذه المناطق، وينبغي على القادة في أوروبا التركيز على تفادي التهديد الذي يشكله العائدون من سورية والعراق واخذ ما حدث في أوربا من احداث مأساوية خاصة في فرنسا وبلجيكا على محمل الجد بأن أوروبا في خطر وخطر حقيقي من ان تطالها يد الارهاب مرة ثانية وثالثة ورابعة‏

هذا وقد لعبت أوروبا وسياساتها السابقة واللاحقة واعلامها دورا كبيرا في الترويج لفكرة الارهاب في العالم حيث لعبت الدعاية الغربية دورا رئيسيا في الحرب على سورية والعراق فهي تساهم الى حد كبير في خلق المشاكل ضد هذه الدول وافتعالها عن قصد عبر تزوير الحقائق والمشاهد والتقارير المفبركة عبر وسائل الاعلام المختلفة حيث جندت الفضائيات افضل خبراء الاعلام وعلم الاجتماع وعلم النفس لإدارتها بالشكل المرسوم لها واعطتها الضوء الاخضر لدعم جماعات القاعدة والنصرة ومجموعات داعش الارهابي من جهة والتحريض على الحكومات واثارة النعرات الطائفية القديمة لإشعال الحروب الاهلية من جهة اخرى حيث حظي تنظيم القاعدة الارهابي بتغطيات تلفزيونية واسعة وخصصت ساعات طويلة من البث غير محدودة لنشر افكارهم التكفيرية بغية نشرها ودسها بين الشباب والمراهقين واغوائهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيس بوك وغيره وقد اسهمت هذه المحطات الاعلامية الفضائية في تجنيد الشباب والمراهقين وملأت عقولهم بنظريات التكفير والجهاد وحولت عملياتهم الارهابية الى عمليات انتحارية تقام لها الافراح وروجت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي داعية المراهقين بأن ما يشتهوه ويتمنوه هو في انتظارهم في الحياة الابدية وما بعد الموت والاكثر من هذا فقد روجت هذه المواقع لنساء جميلات جدا جئن بهن من مختلف بلدان العالم تحت مسميات مختلفة وكلها تتعلق بمفهوم الجهاد وتوظيفهن في مهام خاصة لخدمة الرجال الدواعش.‏

هذا ويعتبر الاعلام سلاحا عصريا فاعلا في تغطية الازمات بكل فروعها واشكالها لما له من قدرات هائلة في الانتقال عبر القارات وللإعلام الغربي والامريكي دور كبير في اثارة النزاعات وتأجيجها لتصل الى الدرجة المطلوبة التي يريدها هؤلاء خاصة في منطقة الشرق الاوسط فالربيع العربي الذي تحول الى شتاء اسلامي روج له الاعلام الغربي والاميركي بقوة حيث يؤكد المحللون السياسيون ان ما يسمى بالربيع التي عرفتها العديد من البلدان العربية لم يكن ربيعا حقيقيا بل تحول الى شتاء اسلامي متطرف واضحى تهديدا كارثيا للأمن والاستقرار العربي والدولي ببروز القوى الاسلامية والجهادية على حساب القوى العلمانية ويرى بعض المحللين السياسيين وحتى العسكريين ان الغرب اخطأ في قراءة الواقع السياسي للربيع العربي الذي انفجر برعايته وتشجيعه فقد انفجر هذه الربيع في وجه اصحابه وهو الغرب نفسه الذي اضطر لمراجعة نسخته لبروز تحول اسلامي متطرف اصبح يهدد مصالحه ومصالح الشعوب العربية العلمانية حيث اصبح يؤسس هؤلاء الاسلاميين المتشددين الذين تسلقوا على كلمة الربيع العربي المزيفة للوصول الى اهدافهم الحقيقية وهي بناء دولة الخلافة الاسلامية.‏

لم يكن باستطاعة الاسلاميين البروز لولا موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الداعم لها وقراءة البيت الابيض الخاطئة ودعم تركيا وقطر لداعش والنصرة خاصة في سورية والترويج الاعلامي القوي للميليشيات المتطرفة ودعمها بكل وسائل الدعم الاعلامي واللوجستي والترويج لفكرة الجهاد في سورية خاصة من خلال المنابر الاعلامية القطرية والسعودية والتركية والتي تخطت دورها الاعلامي الى توجيه المسلحين والمتمردين المقاتلين في سورية. ومنذ بداية الازمة في سورية لم تنقطع الحرب الاعلامية المغرضة بكل وسائلها السياسة والعسكرية والاقتصادية وشكل الاعلام ركيزة اساسية في هذه الحرب ولم ينقطع حبل الاكاذيب وافتعال الاحداث التي لا صلة لها بالوقائع الحقيقية على الاراضي السورية حيث تم العمل على اعداد مشاهد مزيفة في دولة قطر تشبه اماكن معينة في سورية وتمثيل احدث تعطي انطباع أن ما يجري من مشاهد يحدث في سورية بهدف اثارة الرأي العام العالمي وتأجيج الصراعات الداخلية واتهام الجيش السوري اتهامات مختلفة ليس لها اساس من الصحة واستخدام الاطفال بالتحديد لإثارة الرأي العالمي من أجل إعطاء سبب للولايات المتحدة الامريكية للبدء بالحرب على سورية ورغم ذلك فقد فشل هؤلاء المخططون والمنفذون للربيع العربي المزعوم من دول الخليج العربي وتركيا في تحفيز الرئيس الامريكي باراك اوباما للتدخل العسكري في سورية وهو الذي اعترف ان قراره بعدم قصف سورية سوف يزعج حلفاء اميركا المتعطشين للتدخل في سورية ولكن اوباما فعلها ولم يقصف سورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية