|
|
بين الابتذال والخداع نافذة على حدث هي في أمس الحاجة اليوم إلى ما هو أبعد من التصريحات والشعارات والتسريبات المتعمدة التي تهدف في مقاصدها وأبعادها إلى تضييع الوقت الذي يمكنها من ابتزاز واستنزاف مختلف الأطراف ريثما تتضح الصورة بشكل أكثر سواء في داخل الولايات المتحدة ونقصد هنا الإدارة الأميركية المقبلة، أو سواء في خارجها وتحديدا في الميدان السوري الذي يَمور فوق بركان من المتغيرات والتحولات التي قد تدفع بالأميركي مجبراً إلى إعادة رسم استراتيجيته في سورية بما ينسجم ويتناسب مع تلك التطورات. ضمن هذا السياق يمكن على الفور فهم غايات وأبعاد أي موقف أو أي تصريح أميركي يُزج به على السطح، خاصة في هذه المرحلة الحرجة بالنسبة للولايات المتحدة التي تلفها وتجتاحها الإخفاقات والصدمات من كافة الاتجاهات – صدمتها بالانفصال البريطاني المرتقب عن الاتحاد الاوروبي ولما لذلك من تداعيات قد تهدد وحدة الاتحاد برمته، وصدمتها بالهرولة التركية نحو الروسي والتي قد تمهد لتنسيق وتعاون بين الطرفين من شأنه أن يُغرق المشروع الأميركي أكثر وأكثر في المستنقع السوري، وصدمتها بوصول يد الإرهاب إلى عمق أراضيها، هذا بالإضافة إلى ذلك الركام الهائل من الصدمات التي أحدثتها الهزائم والانتكاسات المتوالية للأميركي وحلفائه في الميدان السوري المتخم بالإخفاقات الأميركية. على هذا النحو تبدو سياسة الولايات المتحدة في هذه المرحلة الحرجة فارغة من أي مضمون ومحتوى ما لم تقترن بأفعال ومواقف حقيقية جادة ومسؤولة تواكب المتغيرات والتطورات المتسارعة على الأرض بعيدا عن الخداع والمراوغة والتسويف، خاصة تلك المتعلقة بتزايد خطر الإرهاب وتمدده في كل الاتجاهات بشكل يفوق التوقع والتصور، الأمر الذي يفرض على جميع الأطراف الداعمة له وفي مقدمتها واشنطن التي لا تزال تراهن على الإرهاب كخيار الضرورة لتغيير المعادلات و الموازين المرتسمة في الميدان.. اتخاذ قرارات مسؤولة تترجم بأفعال جادة من شأنها أن تحارب الإرهاب وتكبح جموحه وجنونه بعد أن ذاقت طعمه المر و الموجع والقاتل.
|
||||||||||||||||||||||||||
