تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأطفال بسمة العيد

مجتمع
الأربعاء 6-7-2016
أيمن الحرفي

جاء يوم العيد ... ضيفاً جميلاً على الفقراء و الأغنياء .. جاء ينثر الحب و المودة ... مكتسيا ثوب الفرح .. فارضا إيقاعه حاملاً لواء السلام و الضحك و الوفاء و الإخاء فأصبح الناس يتبادلون التهاني و التبريكات و أصبحت عبارة .» و أنتم بخير « جواباً لمبادرة « كل عام و انتم بخير « .

العيد هو يوم الثياب الجديدة إشعارا بوجه إنساني جديد .هو يوم الزينة و ما لها من أثر في النفس ليعيش الجميع حالة حب يتبادل فيه الناس ألفاظ الدعاء و التهنئة و تعلو فيه المفردات فوق منازعات الحياة . انه بالمطلق فرح الأطفال بالملابس الجديدة و الألعاب المبتكرة و النزهات الجميلة و زيارة الأقارب ...وهو فرح للكبار في صلة الرحم و زيارة الأهل و الأصدقاء و الأحبة . العيد يدخل الفرح للأيتام عبر لمسة حنان لهم ومبادرات سبقت العيد و توجتها في هذه الأيام عبر مرافقتهم للحدائق و المتنزهات و الألعاب . العيد برأيي عندما نمسح عن أولاد الشهداء دمعة سقطت .. وفرحة غابت .. وغمامة كست وجوههم .. زيارتنا لهم و مشاركتهم في العيد لهو أكبر دليل على أننا نفتخر بانجازاتهم وتضحياتهم، فالشهداء هم صفحات العيد الحقيقي لوطن ينتظر الفرح الكبير بالنصر على الأعداء ... ويرى المنفلوطي أن هؤلاء الأطفال هم السعادة قبل أن تتعقد .. هؤلاء الحكماء الذي يشبهون آدم أول مجيئه إلى الدنيا حين لم تكن للأرض و السماء خليقة ثالثة معقدة من صنع الإنسان ... حكمتهم العليا أن الفكر السامي هو جعل السرور فكراً و إظهاره عاشقة للروح . العيد في مظهره الحقيقي نراه في تلك الوجوه النضرة التي حولت البسمات إلى ضحكات محببة عالية تصنع الأوكسجين للحياة و تطرح الحب على هذه الأرض و هذه العيون الحالمة التي إن بكت أبكت دموع الكبار و هذه الأفواه الصغيرة إن ضحكت أسعدت البشرية ونثرت الحب و الجمال .. هؤلاء الأطفال السعداء لا يعرفون قياساً للزمن إلا بالسرور ... و كل منهم ملك في مملكة ... هؤلاء الأطفال وباجتماعهم في يوم العيد بثيابهم الجديدة بألوان قوس قزح ...ثياب نسجتها القلوب قبل المصانع . هؤلاء الأطفال السحرة الصغار الذين يخرجون لأنفسهم معنى الكنز الثمين من ورقات نقدية قليلة فيسحرون العيد بجمالهم و رقتهم .. تراهم يستيقظون قبل الجميع و مع خيوط الفجر الأولى إلى غروب الشمس باللعب و الضحك و الفرح و لا يعرفون الكذب .. سعادتهم في نشر الحب و الفرح بين الجميع .. الأطفال فلاسفة العيد معتمدين مقولة الأشياء الكثيرة موجودة في النفس المطمئنة الهادئة المستريحة و الأشياء الجميلة و الأفراح قادمة لا بد ... الطفل فيزيائي كبير فتراه ينظر إلى نساء العالم و لا تجذبه إلا أمه في أجملهن .. وهي أم قلبه .. وقلبه الصغير لا يتسع إلا لأمه . حقيقة الفرح في العيد أيها الكبار إذا أردنا الوصول إليها لا بد أن نتعلم منهم ... من قلبهم و صفائهم من أفعالهم و تصرفاتهم البريئة الخالية من أي مصلحة .. كل عام ووطننا بألف خير ترفرف فوق سمائه رايات النصر .. يعيش على ترابه كل مخلص و عاشق ووطني .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية