ورغم ما ينوط بهذا النمط من الأعمال من جدل إلا أن المخرج اسحاق تحدى بهما مؤكداً أنهما مختلفان حيث يحمل كل منهما ميزاته الخاصة ويمتلكان عناصر التشويق والجذب .. معه كانت لنا هذه الوقفة :
ـ سبق وتحدثت عن نقص في الكوادر .. ما مدى خطر هذا الأمر على الدراما السورية وهل يشكل تهديداً لها أم شأنه في ذلك شأن أي مهنة أخرى لها تحدياتها ومخاطرها ؟
شأنه شأن أي مهنة أو صناعة حين يسافر العاملون فيها فيحدث خلل ، خاصة من ناحية الفنيين ، إذ أحدثوا أزمة في غيابهم ففجأة تشعر أنك لا تجد أحداً منهم (فنيون على مستوى الإضاءة والتصوير والديكور والاكسسوار والملابس ..) ، وهناك في الخارج الكثير من الأعمال التي يتم تصويرها ويقدمون ما لا نستطيع تقديمه على المستوى المادي ، واليوم الناس بحاجة لأن تعيش ، والفرق المادي بين داخل البلد وخارجه يجعلهم يسافرون للعمل في الأعمال التي تصور في الخارج ، وعندما تنظر تكتشف أن الأعمال الدرامية التي تصور في لبنان والخليج القيمين عليها أغلبهم سوريون من المخرج إلى الفنيين ، ولكن لأننا نريد الاستمرار فينبغي أن يكون هناك أشخاص جدد يكملوا المشوار .
ـ في وقت نعيش أزمة ووجعاً تُقدم أعمالاً شاميةً بعيدة عن نبض الشارع اليوم !..
حققت أعمال البيئة الشامية بصمة في الدراما السورية لذلك ينبغي أن تكون موجودة ، ونحن بأمس الحاجة لأن نبقى مستمرين ولا نستطيع أن نلغي أي نوع درامي ، وهي نوع حقق استقطاباً كبيراً لأنه مطلوبة . وعلينا ألا نخفف ونعود إلى الوراء وإنما أن نسير نحو الأمام .
ـ برأيك ما مفتاح نجاح العمل الشامي ، ما حجر الزاوية فيه ؟
النص .. فالحتوتة هي الأهم ضمن العمل الشامي ، ومن المهم أن يكون لديك نصاً جذاباً ومشوّقاً يتناسب مع زمن العمل ، كما ينبغي أن يحوي العمل كل من الخير والشر ، فالشخصيات الرمادية لا تلفت الانتباه في هذا النوع من الأعمال .
ـ حرصت على تعريف مسلسل (خاتون) بأنه (فنتازيا شامية) وليس (بيئة شامية) .. فما الفرق بين المصطلحين ؟
البيئة الشامية لا تمثل هذا النوع من الأعمال الذي نطرح فيها حكايات الجدات ، فتاريخ دمشق أهم وأعظم من كل ما نقدمه ضمن هذه الأعمال المرتبطة بالفنتازيا الشامية والحتوتة المشوّقة التي تُدرج ضمن اسم حارة معينة أو اسم مُفترض بشخصيات وأماكن متنوعة (مقهى ، خضرجي ، دكنجي ، حلاق ، زعيم ، عكيد ..) ولكن تاريخ دمشق أعظم من كل هذا الكلام ، وبالتالي لا أراه بيئة شامية وإنما فانتازيا شامية ، فنحن نأخذ لقصصنا زمناً افتراضياً إما زمن العثمانيين أو الفرنسيين ، ونأخذ المكان وهو حارات الشام وتفاصيل ذلك الوقت من اكسسوارات وملابس ، والعادات والتقاليد التي كانت موجودة ، ولكن التاريخ أهم وأعمق ، والمشكلات والعلاقات كانت على مستوى أعلى ، فمن المستحيل أن يكون تاريخ دمشق مُرتبط بحكايات الكنة والحماية وجارتين تتشاجران .. وبالتالي هذا الكلام نقدمه ضمن إطار حكايات وفنتازيا شامية وليس بيئة شامية .
ـ إذاً هناك الكثير من المسلسلات الهامة التي سبق وقدمت لم تكن (بيئة شامية) وإنما (فانتازيا شامية) !؟..
تماماً ، وهذا يندرج حتى على الأعمال الشامية التي سبق وقدمتها ، لأننا لم نقدم عبرها وثيقة وتاريخ دمشق وإنما حكايات شامية .
ـ عادة ما تُقدم هذه الأعمال شخصيات نمطية ، فإلى أي مدى سعيت لخروج من هذه العباءة والمغامرة بالممثل نحو فضاءات أخرى ؟
لم أذهب باتجاه كليشيه الشخصيات المتعارف عليه ، فعلى سبيل المثال الفنانة سلافة معمار نراها في الأعمال الشامية الفتاة الطيبة ولكن دورها في (خاتون) مختلف تماماً ، والفنانة كاريس نراها في البيئة الشامية بدور الفتاة المؤذية أما هنا فنراها بشكل مختلف .. حاولت أن أغيّر في الشخصيات عما اعتادت الناس أن تراها ، كما ان الفنان باسم ياخور يشارك لأول مرة في عمل شامي .