تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قصص.. ربا جمال ابراهيم.. في كتابتها عن الحب والتشرد والبحث عن الآخر

ثقافة
الأربعاء 6-7-2016
محمد زهرة

لم تكن الدروب الضيقة في قرية طيبة المهدي الواقعة في سهل عكار بمحافظة طرطوس لتمنع من اتساع خيال الكاتبة ربا جمال ابراهيم، ولم تكن إعاقتها لتحجزها عن العطاء والإبداع..

فربا ابنة الاربعين عاما أحبت الكتابة القصصية منذ صغرها فكان لابد لها أن تقطف ثمار ما أبدعته من مخزونها الفكري وما نسجته من خيال وطرّزته من صور مختلفة.. فقد قدمت مجموعة قصصية مؤلفة من اكثر من عشرين قصة قصيرة بعنوان (للشمس وجهان) نالت من خلال إحداها وهي (حلم على جدث) المركز الثاني لمسابقة القصة القصيرة لاتحاد الكتاب العرب عام 2003 ولها رواية طويلة مطبوعة بعنوان (المعلمة الجميلة) صادرة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ورواية مخطوطة لم تطبع بعد بعنوان (العنب المر) وتتلخص فكرة رواية المعلمة الجميلة بتلميذ مراهق يتعلق بمعلمته وهي تفتش عن حب آخر حيث تزوجت رجلا لا تحبه وهي تبحث عن طفل لم تنجبه ثم تهرب أخيرا مع والد التلميذ ما أدخله في انهيار لأنها أحبت أباه بأسلوب شيق وممتع للقارئ ومنها هذه المقتطفات:‏

قضمت تفاحة ثم أعطته إياها همست كلما أحست برغبة في البوح تعال إليّ ولا تتردد أبداً.. لقد كبرت رائحة الرجولة فواحة منك كرغيف خبز طازج. دنت منه وجثت على ركبتيها، وجهه وقلبه بين يديها غمرته بنورها، لفحته بحرارة أنفاسها أنفاس الأنثى الكاملة سألته متى حلقت ذقنك آخر مرة وهل عطرتها؟ توقفت بغتة وكأنها تذكرت من هو من هي.. غمغمت ابتعد ابتعد.‏

أما مجموعتها القصصية (للشمس وجهان) الصادرة عن دار الغانم للثقافة فهي تتألف من خمس وعشرين قصة قصيرة نذكر منها (بوق اسرافيل،الحلم العصي، الأثر الأخير للفراشة،حديث بلون الماء،مذكرات طبيب نفسي،عائد من الرمس،طقوس النار،سباق غير معلن،بوح بنفسجي،حلم على جدث) وهذه المجموعة طبعت منذ عدة أشهر وكلها تتحدث كما تقول الكاتبة عن هموم الإنسان بين الحب والتشرد والبحث عن الآخر يقول الكاتب والناشر لهذه المجموعة غانم بو حمود: انه الوعي الموغل في جرأته تمسك به ربا ابراهيم ذاكرة مشرعة لقوس قزح ما بينه وبين موسيقا المطر وجه لشمعة من رمل وآخر لطوطم من لهاث هل هي رحلة الى مقدس الذات في زمن الانفلات أم هو الزوبان الفجائعي في كأس الأبدية تترشفه معتق الصرخة قبل ان ترفع لنا ستارتها عن فصول شمس لوجهين.‏

ومن قصتها حديث بلون الماء نقتطف:‏

عبق الصباح برائحته وملأ الأثير. كان نديا وناعما كأحلام العذارى. تسلل ضوء الشمس من خلال زجاج النافذة الشفاف ليلامس ارتعاش يديها وهي تحضر القهوة الخالية من السكر.‏

امتد شرودها وأغرقت البقايا النافرة على سطح الذاكرة، أليس الزمن محرّض الذاكرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية