تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مقاربة منقوصة

الكنـــــز
الأربعاء 6-7-2016
ميساء العلي

التقديرات الأولية لمحصول الحمضيات للموسم الزراعي 2016 ـ 2017 تشير إلى تسجيل رقم سيكون الأول من نوعه في سورية، وهذا بحد ذاته يفرض جملة من التحديات المتعلقة بملف التسويق الذي ما زال حجر عثرة أمام تدفق وانسياب هذا المنتج الاستراتيجي باتجاه الموائد الخارجية ..

وهذا أيضاً يرسم علامة استفهام كبيرة لجهة سرعة تحرك وتفاعل وحماس الجهات التسويقية المختصة لمجرد الحديث عن فتح باب تصدير ذكور الأغنام وذكور الماعز الجبلي (الجدايا).‏

حالة الفتور التي كانت ومازالت السمة الأساسية لجولات المناقشات والاجتماعات وورشات العمل الخاصة بدفع عجلة تسويق محصول الحمضيات السوري الذي يمتاز بالنوعية وتعدد الأصناف والفائض الكبير والأسعار يقابلها حالة من الغليان باتجاه ملف تصدير الأغنام على الرغم من القفزات الجنونية التي تم تسجيلها مؤخراً على مؤشر الأسعار وغياب الإحصائية الرسمية الدقيقة عن تعداد القطيع وحاجة السوق المحلية والمتاح منه للتصدير.‏

غليان لأسباب بات يعرفها الجميع لاسيما أعضاء اللجان المكلفة بعملية تصدير الأغنام، في حين مازال ملف تصدير موسم الحمضيات داخل ثلاجة الانتظار والاهتمام والتحرك العملي على أرض الواقع لا من وراء المكاتب لفك رموز الشفيرة التسويقية الخاصة بهذا المحصول الذي مازال يترقب وبشغف كبير الجهة التسويقية التي ستعلن تبنيها قدرتها على إخراج هذا الملف من عنق زجاجة تقاذف المسؤوليات.‏

فلو تأملنا حال مواسم الحمضيات التي نسبق موعد قطافها بتصريحات حماسية عن تسويقها، لكن على أرض الواقع لا نجد من تلك الحفاوة إلا الكلام المعسول الذي لم يغن أو يسمن من جوع الفلاح الذي كان ومازال العلامة الفارقة والمميزة في العملية الإنتاجية وصمام أمان نجاحها على اكتوائه بشكل مباشر وغير مباشر بنار الإرهاب.‏

ولأن (الفلاح) رفض أن يدير ظهره للعملية الإنتاجية الزراعية وظل متمسكاً بأرضه فعلينا جميعاً أن نرد التحية له بأحسن منها، لا أن نتركه وحيداً يبحث عنه وعن غيره لحل عقدة التسويق التي على ما يبدو ما زالت عصية عن الحل ليس له بل لمن يعترض أنه بها خبير.‏

الاستراتيجيات حتى الآن لم تزل منقوصة، لا تقارب واقع المواسم، كما انها ارتجالية وموسمية، ولا تتمتع بالديمومة، وليست راسخة في مشهد الأداء الرسمي، وكل ذلك جعل من مشاكل التسويق ودعم الصادرات مستمرة، ومستدامة، دون حل، مع العلم أنه يمكن مقاربة الحلول الناجعة بالعمل والعمل فقط.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية