تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أفلا يعتبرون ؟!

كواليس
الأربعاء 6-7-2016
ريم صالح

كيف نقرأ مزاعم الاتحاد الأوروبي بعزمه حالياً قطع منابع التمويل عن الإرهابيين في أوروبا ؟ وكيف نفسر تصريحات الكولونيل ريتشارد كيمب القائد السابق للقوات البريطانية في افغانستان عندما قال: نحن لم نحقق أي تأثير يذكر على «داعش» الإرهابي في سورية، ولم ولا نقتلهم كما هو مفروض وضروري ؟!.

أو ليس هو إقراراً علنياً إذاً، بأن كل ما جرى ويجري على الأرض السورية، وكل ما يتم تسويقه إعلامياً، وتعويمه أممياً، من مساع غربية جدية لكبح جماح جيوش الارتزاق والتكفير، مجرد فقاعات هوليودية، ذات حبكة رديئة، وإخراج سيئ، وسيناريو فاضح، وبمنتهى الإسفاف.‏

إذا كانت هناك نية غربية حقيقية لمحاربة الإرهاب، لماذا اكتفى السيد الأوروبي بالتفرج فقط ؟ بل ما الذي قدمه في سبيل القضاء على الآفة الإرهابية، التي ما كانت لتتواجد في سورية، وتتناسل وتنتشر، لولاه شخصياً، ولولا حليفه الأميركي، وغلمانه الملتحية في الخليج المتصهين؟.‏

محاربة الإرهاب لا تستقيم بالكلام فحسب، وإنما لا بد من أفعال ميدانية وملموسة، تحدد المسار السليم، وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، عبر منع تدفق الإرهابيين إلى سورية، ولجمهم في بلدانهم الأم، ومن ثم إغلاق الحدود، دون أن ننسى أهمية أن يكف الغرب عن حيله البهلوانية، وإصراره على تسمية إرهابييه المعدلين بحسب تطورات الميدان بـ «المعتدلين»، فيما هم الإرهاب بعينه.‏

كيمب قالها دون مواربة.. لم نحقق أي تأثير، ولم نقاتل «داعش» كما هو مفروض، هل هي صحوة ضمير مفاجئة أم زلة لسان لا أكثر؟ أم إنه اعتراف في لحظة سكر سياسي ؟ أم إن الرجل أراد أن يبقى على قيد الوجود الإعلامي عبر إقراره بالفشل الغربي في محاربة «داعش»؟.‏

من استحضر المارد الإرهابي من القمقم الاستخباراتي، قادر على أن يصرفه متى شاء، بشرط أن تصدق الجهود والمبادرات والنيات ؟ ست سنوات من عمر الأزمة في سورية كافية على ما نعتقد، لنجزم بأن كل ما يقال مجرد مناورة في الوقت بدل الضائع، لعل المهزومين يحققون أي إنجاز على الأرض مهما بلغ شأنه يقلب كفة المعادلة، ومن يقرأ التاريخ يستخلص العبر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية