تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الزيارة الحدث.. في كل مجرياتها

إضاءات
الأحد 25-10-2015
سلوى خليل الأمين

بعد ما يقارب الخمس سنوات من حرب ضروس على وطنه سورية، وتكالب قوى الغدر والشر والخيانة والعمالة والإرهاب والمرتزقة ودول الاستكبار العالمي وفي طليعتهم اميركا والصهيونية العالمية، لم يرضخ ومعه سورية العظيمة لمخططاتهم الآيلة إلى  جعل الاستسلام مسارا ومصيرا،

ولأن الكرامات السورية بقيت مرفوعة على أسنة سيوفها والرماح التي لم تصدأ لتاريخه  ولن تصدأ ما دامت العروبة قدرها وفلسطين بوصلتها ومقارعة الظلم والقهر والاستعباد والاستعمار دينها وديدنها ومسار حياتها.‏

صمدت الدولة السورية بكل مقوماتها القيادية والعسكرية والإدارية والنظامية والشعبية، لدرجة أذهلت كل المراهنين التي ظنوها سهلة المنال وسريعة العطب والانهزام، ولم يقدروا أن لسورية تاريخاً عصياً على الاختراق،هو تاريخ الصمود والتصدي والمقاومة حتى النفس الأخير في سبيل الدفاع عن الكرامة الوطنية الحاضنة للوطن بكل مقوماته من قيادة الدولة حتى الجيش والإدارات العامة والخاصة والشعب الحر الأصيل.‏

بعد خمس سنوات، ما عرف خلالها الهوان ولا الانهزام ولا الاستجداء ولا سفح الكرامة على مسارح اللئام، امتطى  القائد الرئيس بشار الأسد الطائر الميمون بفروسية المنتصر، الواثق من شعبه وجيشه وقوة حضوره وأفعاله ووطنيته ومقاومته لكل أعداء سورية، المؤمن أن  فرصة غيابه لن تقلب له ظهر المجن كما حدث عبر التاريخ القديم والحديث مع العديد من الملوك والرؤساء الذين أطيح بهم حال خروجهم من ديارهم، كما حصل مع أمير قطر الأب من ابنه الشيخ حمد الذي أطاحته أيضا أميركا لتحل مكانه ابنه الشيخ تميم من دون أي اعتراض أو مقاومة أو ثورة كرامة شعبية تسأل وتجيب في الوقت نفسه عن كرامة شعب قطري عربي جُعل ألعوبة في يد الطاغوت الأكبر عنيت السلطة الأميركية الاستعمارية التي تأمر فتطاع.‏

نعم خرج الرئيس القائد الدكتور بشار الأسد إلى روسيا الدولة الحليفة والقطب العالمي المتميز بوفائه لحلفائه والأصدقاء، والمشهود لها  عدم تفضيل المصالح الخاصة على العامة التى ترعى حقوق الشعوب والإنسان عبر العالم من ضمن قوانين موثقة على الجميع احترامها، وأهمها احترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التعدي على حرية الشعوب في اختيار حكامها وممثليها مهما كانت الذرائع كما تفعل اميركا التي احتكرت مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة لغاياتها الاستعمارية الجديدة.‏

بثقة القائد الواثق من أعوانه ومريديه وشعبه المخلص وجيشه العقائدي، سافر غير آبه بانقلاب قد يحدث أو بخطط شيطانية قد تعرقل المسار لأنه المؤمن دائما بالنصر المؤزر، ولأنه لا يهاب في الحق لومة لائم، ولأن نضاله وصبره وثباته وقدرته على الصمود وتحدي أعتى الأمم غطرسة وقوة هو طريقة السوي الصلب الذي لم يحد عنه قيد أنملة طوال مسار حكمه، الذي يزداد شعبية كلما زاد طعنهم لسورية في القلب والظهر والخاصرة والجسد الذي لن يفنى أو يذبل أو يموت ما دام فيها أسد قائد عرف ويعرف من أين تؤكل الكتف وكيف يبني أحلافه الموثوقة التي تصون وطنه وتحمي شعبه ولا تهدر الكرامات على موائد التنابل واللئام. لهذا أتت الزيارة تثبت للعالم اجمع ولكل الأعاريب الذين ما زالوا يستميتون في سبيل إزاحة الرئيس القائد أنه الأقوى في الشارع السوري وأنه القائد الذي لا منافس له وأنه الرئيس المقاوم الصبور والحكيم الذي تحميه سورية بأشفار العيون.‏

السيد الرئيس بشار الأسد قاد سفينته الميمونة بساطا أحمديا، وهدفه لقاء ميمون ودي مع أسد جسور هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لهذا كان لقاء الغضنفرين هو لقاء بطلين في ساحة النضال الأممي الذي أرادته أميركا وعملاؤها وحلفاؤها وإسرائيل تفتيتا لسورية التاريخ والعروبة وتدميرا حارقا لتراثها وتشريدا مذلا لأهلها الذين وصلوا إلى الدول الأوروبية وعلم سورية يرفرف فوق سواعدهم لا بديل منه مهما عاندتهم الدهور والأيام وتكالبت عليهم قوى الشر والطغيان، فسورية هي الوطن كما قالوا، وقائدهم هو البشار كما هو إيمانهم، والتجربة خير دليل وبرهان حين إعلانهم انهم يهربون من جور وظلم داعش والنصرة والقاعدة وكل العصابات الإرهابية المرتزقة الآتية من كل العالم كي تذلهم وتدمر وطنهم سورية وشعبها الحر الأبي.. ولن تفلح.. وسيعودون..‏

كانت الزيارة هي الحدث الذي أرعب الجميع، فاللقاء الرئاسي كان استقبالا رئاسيا تميز بالحفاوة والاحترام والتقدير الظاهر، إن من جهة المراسم المتبعة في استقبال الضيوف الكبار، او في الحميمية التي شاهدها العالم بأسره من على شاشات التلفزة، أو في حديث الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الأسد الذي نضحت منه عبارات التنسيق والتعاون في سبيل القضاء على الإرهاب،الذي أفلتته أميركا من عقاله كي تدمر سورية وتخضع رئيسها وجيشها بالقوة التي درجت على استعمالها كي تخضع رؤساء العالم والشعوب كافة.‏

وصفت الزيارة بالزلزال وفعلا كانت حدثا مزلزلا، لم يستوعبها الكثير من المتابعين منذ اللحظات الأولى لانتشار الخبر، إذ ظنه الكثيرون أنه إبعاد دبلوماسي رقيق للرئيس بشار الأسد كي تتخلص روسيا من مواقفها الداعمة لبقائه في سدة الرئاسة التي تعتبرها  دستورية لأنها  موقعة من الشعب السوري، الوحيد الذي له حق تقرير من يرأسه ومن يحكمه ومن يدير دفة الدولة والنظام في البلاد، كم هي المواثيق  المدرجة في مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، التي ترفع علم سورية كعضو فيها منذ نشوئها.‏

المفاجأة  كانت في مجرى المباحثات التي تم ضخها إعلاميا بالصوت والصورة والتي أثبتت للعالم كله قادة وشعوبا ومراقبين ان الزيارة كانت حدثا عالميا مهما وقيما، أبرز قوة الرئيس الأسد بين شعبه حيث إنه عاد إلى مركز قيادته سالما غانما مرفوع الرأس والجبين ودولته على حالها من حيث مسار الإدارة المتمكنة التي لم يحدث فيها خلل او شرخ طوال حرب الأعوام الخمسة أو خلال الزيارة  الميمونة، ومن ثم  إعلان الأسس التي ترعى مسار التحالف الدولي مع روسيا،القطب العالمي الجديد، الذي آمن بقدرة سورية على الصمود والتصدي للإرهاب وقوى الاستكبار العالمي، حيث بات اتخاذ القرار الروسي بالمساهمة في محاربة الإرهاب ورموزه الدواعش والنصرة في كل من سورية والعراق، موثقا بالتوافق والتضامن مع القيادة السورية المعنية مباشرة بمحاربة الإرهاب عبر التنسيق التام الذي تم الاتفاق عليه بين الجيشين الروسي والسوري، وخصوصاً ان الجيش السوري أصبحت لديه القدرة الفاعلة في حرب العصابات، التي تدور رحاها المؤلمة من قرية إلى قرية ومن ريف إلى ريف ومن مدينة إلى مدينة على الأراضي السورية، هذه العصابات التي تم تسريبها إلى سورية من مختلف اقطار العالم وتسليحها بأحدث الأسلحة من أجل القضاء على سورية وجيشها العقائدي الذي أثبت كفاءة عالية في الحرب ضد هذه العصابات التي باتت تهدد الجميع بمن فيهم روسيا وأوروبا القريبتان جداً من سورية والعراق، مع ما ذلك من أخطار قد تودي بالجميع إلى التهلكة.‏

لا بد من توجيه تحية العروبة إلى الرئيس القائد بشار الأسد، الذي لا يهاب الأخطار المحدقة به وببلده، لأنه مؤمن برسالة الحق، ومؤتمن بالحفاظ عليها وصونها، لهذا لم يهب مسار الجو الحاضن لطائرات أف أم الأميركية، ولم يلتفت لأفكارها الشيطانية التي قد تقوم بها لعرقلة مسار الزيارة، فهو المؤمن بأن الله حسبه وهو نعم الوكيل، وهو الحامي والقادر على كل شيء، ألم يقل يوما: «ان سورية الله حاميها»، فمن يسلم بلده لله لا يهاب الخطر، ولا يهاب الموت في سبيل شعب آمن به رئيسا وقائدا وحاضنا ومسؤولا وحاميا وراعيا، لهذا لا بد من القول : خسئوا كلهم، برهاناتهم وأساليبهم الشيطانية، وحججهم الواهية، وتصاريحهم الملغومة، وعقالاتهم التي تغطي عقولهم وتطمس ضمائرهم حين يرددون كالببغاوات نريد التسوية في سورية من دون الأسد! الجواب: من أنتم يا صنيعة بني صهيون ويا يهود خيبر؟؟؟؟ من أنتم كي تقرروا عن الشعب السوري المقاوم؟؟ من أنتم وبأي حق تتلفظون بما لا حق لكم فيه؟؟ الزيارة أكبر جواب عليكم، ومفاعيلها ونتائجها ستجبركم لاحقا على بلع ألسنتكم، لأنكم ستقفون صاغرين على عتبات سورية طالبين الرضا والغفران.. حين انتصار  سورية  القريب مع حلفائها هو الرد القاسي عليكم وعلى ترهاتكم التي من خلالها أطلقتم الثعبان الإرهابي المسموم من عقاله كي يقتل سورية.. من دون ان تدروا ماذا تفعلون حين السم الزعاف ستشربونه قريبا وبأكواب أميركية الصنع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية