تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رســــائل ودلالات

كواليس
الأحد 25-10-2015
سليم عبود

اللقاء بين الرئيسين بوتين وبشار الأسد.. ينظر إليه بتوقيته ـ وأهميته، وبما نتج عنه من نتائج مهمة ستشكل مساراً واضحاً للحرب على الإرهاب.. وعلى مستقبل سورية الدولة والشعب والقيادة في مواجهة عواصف التحدي والإجرام.. الضرورة تقتضي أن يتكرر اللقاء بين الحين والحين، نظراً لطبيعة العلاقات الحميمة بين البلدين، والقائدين،

وبخاصة.. في هذه المرحلة التي تزدحم بكثير من التحديات التي تواجه سورية وروسيا والمنطقة والعالم بسبب تنامي خطر الإرهاب.. المشتعل بنار وهابية وصهيونية وغربية وتركية.. اللقاء بين الرئيسين لم يكن مفاجئاً للجهات التي ناصبت سورية العداء.. وناصبت قائد سورية العداء والحقد وحسب، وإنما كان صادماً لهم ولأهدافهم ومخططاتهم، ليس من حيث حدوثه فقط وإنما من حيث نتائجه المهمة التي تؤكد صلابة الموقف الروسي من الحرب على الإرهاب.. ومن بقاء الرئيس الأسد رئيساً.. لأن أي تساهل في الأمر يعني أن تتسلم «داعش» سلطة دمشق وتأخذ شرعيتها الدولية كما ذكر الرئيس بوتين في خطابه الأخير.‏

في القراءة السياسية، والأخلاقية للقاء لا بد من القول: إن للقاء القائدين دلالاته السياسية، والوجدانية، والأخلاقية والنضالية، ويتصف «بحميمية» ارتسمت على وجه القائدين خلال اللقاء، وبالشفافية بقراءتهما للواقع، والتحديات التي تكتنفه.. أكد اللقاء عمق الثقة بين القائدين، وصدق المواقف الآن.. والمستقبل.. وان العلاقة المستقبلية ستكون علاقة عضوية، لأن البلدين ينظران معاً إلى المخاطر القائمة التي تتهدد سورية وروسيا والمنطقة بروح المسؤولية العالية..‏

اللقاء.. هو بالتأكيد ثمرة تواصل مستمر منذ أربع سنوات ونصف بين الرئيسين، والقيادتين. حول الحدث السوري بكل تفاصيله.. والوصول إلى الموقف الذي نراه اليوم عبر أعمال الطيران الروسي على امتداد الجغرافيا السورية التي لوثتها أعمال الإرهابيين الإجرامية.. في اللقاء بين القائدين إعلان للعالم أن هذه الحميمية، بين القائدين والشعبين، والبلدين.. تعبير عن ثقافة وتاريخ.. يطول بنا الوقت لو توقفنا عند تاريخ العلاقات بين روسيا وسورية.. لكنه تاريخ يغذي على الدوام تلك الروابط القوية.. ويغذي تلك العلاقة المتينة التي نشهدها اليوم بين الرئيسين.. وفي موقف البلدين مما يجري على الساحة السورية اللقاء بين القائدين في موسكو، إعلان روسي صريح بوقوف الدولة الروسية إلى جانب الدولة السورية.. وإعلان صريح بإعلان الرئيس بوتين أن الرئيس الأسد هو رئيس سورية الشرعي ومن خلاله تجري أي حوارات، وترسم أي حلول سياسية قادمة، ولا مساومة أبداً على دور الرئيس الأسد في أي حل قادم أو على استمراره، فالأمر بيد الشعب السوري، ونحن مع قرار هذا الشعب.. اللقاء هو تحد معلن لكل الذين راهنوا على عدم بقاء الرئيس.. ولكل الذين قالوا بعدم شرعية الرئيس بشار الأسد..‏

اللقاء هو مجاهرة قوية من قبل القيادة الروسية أن الرئيس بشار الأسد وحده من يمتلك شرعية الشعب السوري.. ووحده من يتجه إليه الخطاب في الشأن السوري، وإن أي رأي آخر هو رأي مرفوض.. وأن القول بوجود معارضة معتدلة وأخرى غير معتدلة سخافة ممجوجة.. فكل من يحمل السلاح على الأرض السورية غير الجيش السوري.. هو إرهابي وأن الطائرات الروسية ستستهدفه وإن القوة العسكرية التي تتواجد على الأرض السورية تمت بقرار شرعي من الرئيس الشرعي لسورية وهو الرئيس بشار الأسد.. إن أي تفسيرات لهذا اللقاء.. تتجه حول مستقبل الرئيس للمرحلة الانتقالية هي خاطئة ويراد منها التشكيك، وإضعاف الحالة المعنوية، وبالتالي التعتيم على أهمية هذا اللقاء ودلالاته المهمة، وأكبر دليل على أهمية اللقاء انزعاج الإدارة الأمريكية والغرب، وتركيا وأنظمة الخليج من حدوثه.. وهذا الانزعاج هو أصدق قراءة لإيجابية هذا اللقاء سورياً.. على مثل تلك اللقاءات الحميمة.. الصادقة.. والمتكافئة.. تتأسس العلاقات الصحيحة والسليمة والمتكافئة.. وتسطع قناديل علاقات دولية تضيء ساحات العالم.. في مواجهة الإرهاب.. وسطوة القطب الواحد، وان سورية وروسيا اليوم.. ترسمان جغرافية العالم السياسية..وان القائدين بشار.. وبوتين..يقدمان للبلدين وللعالم.. نهجاً جديداً.. ويضيئان به ظلمات هذا العالم للخلاص من الإرهاب.. ومن سطوة أمريكا.. وسوداوية الفكر الداعشي الوهابي الإخواني.. في خضم تلك العلاقات الدولية المأزومة.. بالدم والعنف والقتل والتهديد والتخويف..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية