|
هل تستمعون لنصائح حواء?!! آدم حكي أن الاسكندر الأكبر كان جالساً مع زوجته ,إذ جاءه صياد يحمل سمكة كبيرة ليقدمها هدية له , قبلها الاسكندر وأمر للصياد بأربعة آلاف قطعة ذهبية. فقالت زوجته: بئس ما فعلت إذا أعطيت أحداً بعد اليوم مثل هذه الأعطية احتقرها وقال: أعطاني مثل الصياد. فقال الاسكندر ,صدقت,وماذا أفعل والملك لا يسترجع ما وهب.فنصحته بأن يسأل الصياد, هل السمكة أنثى أم ذكر ويخالفه في الإجابة.
فطلب الصياد وكان جوابه: أنها لا ذكر ولا أنثى.. فقد كان الصياد ذكياً فطناً .. فضحك الاسكندر وأمر له بأربعة آلاف أخرى.. وعندما مضى الصياد وقع من النقود قطعة على الأرض فانحنى وأخذها فقالت زوجة الاسكندر : انظر إلى خسته وجشعه لم يتركها ليأخذها بعض خدمك. فغضب الاسكندر ونادى الصياد ليؤنبه فقال له : يا مولاي إنما رفعتها عن الأرض لأن على وجهها صورتك. فضحك الاسكندر وأمر له بأربعة آلاف أخرى ثم التفت إلى زوجته قائلاً : كفي عن الكلام فإني إذا واصلت الأخذ بمشورتك خسرت مالي كله. *** ليس من السهل أن يتقبل الرجل الشرقي نصائح الزوجة. فهو متوجس منها وحذر إما لغياب الثقة بنياتها أو بقدراتها وأهليتها لإعطاء النصح. هل يمكن أن تضلل زوجة زوجها كي لايبدو أنيقاً أو جميلاً,أو لتشوه صورته وشكله العام وعلاقاته بالآخرين , خاصة الجنس الآخر. ما دافعها إلى ذلك? وهل من زوج يثق بنصائح زوجته مئة بالمئة مسلماً لها أمره?! ( لكي تكون سماء عائلتك خالية من غيوم الخلافات والمشكلات استشر زوجتك, واستمع لنصائحها ثم نفذ ما تراه أنت مناسباً). هذه وصفة مجانية تبرع بها محمد الغزي,متزوج منذ عقد ونصف ويضيف ساخراً مستفيداً من تجربته متذكراً : تزوجت بالسيدة( على حق) وهذا لقبها لأنها تشير عليّ في كل ما يخص علاقاتي واجتماعاتي فهي الناصح الأعظم لي منذ الخطبة لكن نصائحها غالباً ما تأتي بنتائج عكسية إذ أفقدتني الكثير من الأصدقاء ومع ذلك تصر على رأيها وأنها على حق. وجدت نفسي بين نارين إما أستمع لنصائحها وأتحمل النتائج أو ( أطنشها) فتبدأ الحروب في البيت , أخيراً توصلت إلى الحكمة القائلة:( كن مستمعاً لها, وافعل ما تراه مناسباً..). ( الحلم بتحويل النمر هرة منزلية محكوم بالفشل مسبقاً). هذا ما تحكيه ليالي محمد بلهجة يائسة تقول : الرجل متعنت فيما يخص نصائح زوجته ولدى بعضهم أفكار خاطئة عن المرأة ويشعرون بأن مشورتها خراب للبيوت, وهذه محصلة تجربة عشرين عاماً من الحياة الزوجية هذه السنوات جعلتني أدرك أن النصائح التي أسديها لزوجي تذهب مع الريح وأي رأي لي فيما يخص مظهره أو علاقاته لا يفيد لأنه سيفعل ما يحلو له وعلى طريقته. ( لا تزال زوجتي ورغم سنوات زواجنا الطويلة, تدخل في نقاشات ومحاولات حثيثة لاقناعي أن أستمع لنصائحها) هذا ما يقوله كمال موسى ويضحك مؤكداً فشل زوجته في مساعيها ويضيف : لقد ولدت في داخلي رد فعل جاهز لرفض أي نصيحة وأعاندها حتى أنني قد ألبس كنزتي بالمقلوب نكاية بها, إذا نصحتني بتغييرها إنني أعتقد أن المرأة تضلل زوجها خاصة بأناقته وحضوره إذا كان ملفتاً وهي تغار منه وعليه إذا كان في أبهى صورة له. لكن لؤي الصواف يتعامل مع نصائح زوجته بحكمة فيما يخص مظهره العام يقول : خلال تجربة أربعة أعوام زواج قلصت حجم الجدل في حياتنا وفي مرات كثيرة لا أكون مقتنعاً ببعض الألوان التي تختارها لي لكنني أوافق على نصيحتها فأنا أعتقد أن مظهر الزوج مسؤولية الزوجة, وأي تقصير يحسب عليها ولا أوافق الذين يعتقدون أن المرأة لا تحب أن يكون زوجها أنيقاً وجذاباً.. أما في قضايا أخرى كالصداقات وعلاقات العمل فأعتقد أن الرجل أقدر على نصح نفسه لأنه هو من يحتك مع العالم والناس ويعرفهم أكثر فتصبح نصيحة الزوجة أمراً غير منطقي. وإذا كانت نصائح الزوجات بالنسبة إلى بعض الرجال عبئاً ثقيلاً وحقل ألغام فهذا لا ينطبق على هاني يزبك الذي يقدر كل مشورة وملاحظة تبديها زوجته فيما يخص علاقاته الاجتماعية ويؤكد أنه لا يعمل بنصائح زوجته وحسب بل يطلبها منها يقول : أرتاح كثيراً بأخذ رأيها في أمور كثيرة تبدأ من طريقة اللباس ولا تنتهي حول تصرفاتي وبخاصة مع الجنس الآخر ولا أجد في انقيادي لنصائحها أي عيب فهناك فرق بين أن تكون الزوجة متسلطة ومسيطرة وأن تكون محبة ومتسامحة وتعمل لمصلحة الأسرة. وهاني ليس وحده الذي يطمئن إلى نصائح زوجته فطارق يونس أيضاً يستبعد سوء الظن بنيات الزوجة في النصيحة يقول : ربما هناك اختلاف في الآراء والأذواق,لذا أنا آخذ ما يناسبني من نصائحها,وأترك مالا أراه حلواً ,لكنني لا أعتقد بوجود امرأة سوية تنصح زوجها لتشويه مظهره أو كي تسبب له الضرر إلا إذا كانت هناك مشكلة في العلاقة أو مريضة نفسياً لا سمح الله.فالمرأة التي تحب زوجها لا تقوده إلى الطريق الخطأ من خلال نصائح, ظاهرها حق وباطنها باطل. وتعتقد الدكتورة ميشلين برهم الأختصاصية في علم اجتماع الأسرة ,أن الإرث الشرقي الذي لا يعترف بسلطة المرأة في البيت الأسري وعدم ركون الزوج لنصائحها رسالة معناها أنه لن يسمح لحواء بأن تنفرد بالسلطة في البيت الذي يعتبره مملكته وهذا ما يجعل بعض الرجال يعتقدون بأن المرأة محدودة القدرات وأن الأخذ بمشورتها في بعض الأمور قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
|